انصار ايران يتظاهرون في بغداد احتجاجا على اجازة حزب البعث في الاردن

{title}
جوترند - لم تكتف القوى العراقية الموالية لإيران بالتوضيح الأردني لإجازته حزب البعث، فدفعت بأنصارها الى شوارع بغداد الثلاثاء في تظاهرة تطالب بمعاقبة عمان، وسط رد غاضب من الحزب.

فقد دفعت تلك القوى بالعشرات من أنصارها الى الشارع للاحتجاج في بغداد اليوم ضد إجازة السلطات الاردنية لحزب البعث الاردني رسميا وعودته للنشاط السياسي ومشاركته في الانتخابات.


ورفع المحتجون شعارات ضد البعث والاردن، داعين لاتخاذ اجراءات رسمية ضد عمان، كما دعوا السلطات الأردنية إلى "طرد البعثيين العراقيين المقيمين على أرضها".

البعث الاردني غاضب
جاءت التظاهرات في تصعيد جديد للهجمة التي يشنها موالون لإيران في العراق والمستمرة منذ ايام ضد الاردن لاجازته حزب البعث، داعية الخارجية العراقية الى استدعاء السفير الأردني في بغداد للاحتجاج، معتبرين ما فعلته المملكة الهاشمية عملا عدائيا واستفزازياً.

رد البعث الاردني على هذه الهجمة في بيان وقعه المحامي زهير الرواشدة "نائب أمين السر للحزب البعث العربي الاشتراكي الاردني" وصف فيه مواقف القوى العراقية الموالية لايران من اجازة الحزب بانها تنم "عن غباء وجهل كبير"، لأن الحزب موجود في الأردن منذ أكثر من 76 عاما، ووصلت تنظيماته الى الاردن منذ بداية الخمسينيات، وهو مسجل في الأردن في عام 1945 بموجب قرار محكمة العدل العليا، ومسجل في سجل الأحزاب السياسية منذ عام 1992.


واوضح الحزب في بيان حصلت "جوترند" على نصه اليوم "ان المرحلة الحالية في تجديد الترخيص ما هي الا تصويب لأوضاع الأحزاب السياسية القائمة بموجب القانون رقم 2022/7، لذلك فإن قرار مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للإنتخاب تم وفق قانون الأردن لأنه يوجد لدينا قانون حقيقي وليس مثل اسمكم الذي تروجونه (دولة القانون) وليس لكم من الاسم نصيب".

واتهم الرواشد حزب الدعوة العراقي بانه اصبح "خادما في صفوف جيش ايران المجوسية.. ونفذ العديد من العمليات الإرهابية"، على حد قوله.

وخاطب حزب الدعوة قائلا: "ألم يمكنكم سادتكم الغزاة من حكم العراق بالقتل والتشريد".

وشدد الرواشدة على "ان الاردن دولة ذات سيادة وبيانكم وتصريحات المالكي تدخل في الشؤون الداخلية لبلدنا ولأنكم تجهلون معنى ان تتدخل في بلد شقيق للعراق وبشكل متعمد ما هو إلا إعتداء على بلدنا وتعكير صفو العلاقات بين الاردن والعراق وبأوامر سيدك الفارسي" على حد قوله .

مواقف هجومية لقوى عراقية
وسط صمت رسمي عراقي واردني، كان حزب الدعوة الإسلامية بقيادة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي قد اعتبر قيام الحكومة الأردنية بالسماح لحزب البعث بالعودة للعمل السياسي "عملاً عدائياً واستفزازياً".

وقال المكتب السياسي للحزب في بيان تابعته "ايلاف" إن "العراقيين فوجئوا وانتابتهم الصدمة والغضب العارم من خبر اجازة الحكومة الأردنية لحزب (البعث الصدامي) ممارسة النشاط السياسي".

وطالب الحزب الخارجية العراقية باستدعاء سفير الاردن في بغداد "للاحتجاج على هذا الإجراء غير الودي إزاء العراق" بحسب قوله.. كما حث "العراقيين والقوى الفاعلة على التعبير عن الاحتجاج بشتى الطرق السلمية على هذه الخطوة العدائية المستفزة".

من جهتها، دعت لجنة "الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين" البرلمانية وزارة الخارجية العراقية الى استدعاء السفير الأردني لدى بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج على خلفية إجازة بلاده لحزب البعث بممارسة نشاطه السياسي.

وطالب حسن سالم، رئيس اللجنة القيادي في ميليشيا عصائب أهل الحق، في بيان تابعته "ايلاف" مجلس النواب العراقي بإعادة النظر في الاتفاقية الامنية مع الأردن "بما يتلاءم مع مصالح وثوابت شعبنا العراقي التي اشار اليها الدستور والقوانين النافذة وتضمينها تسليم المطلوبين من البعثيين والارهابين المتواجدين على اراضي المملكة الاردنية الهاشمية ومساعدة العراق حكومة وشعبا في تسليم هولاء المجرمين الى القضاء العراقي لينالوا جزاءهم العادل"، على حد قوله.

رغد صدام
تستضيف الأردن رسميًا "رغد" كبرى كريمات الرئيس العراقي السابق صدام حسين وعدد من افراد عائلته، كما يقيم فيه العشرات من مسؤولي النظام العراقي السابق.

وكانت الهيئة المستقلة للانتخابات في المملكة الاردنية قد أجازت في 14 من الشهر الحالي عدداً من الأحزاب السياسية الجديدة بلغت 27 حزبا بينها حزب البعث.

الدستور العراقي يحظر "البعث الصدّامي"
يشار الى ان الدستور العراقي المصادق عليه في استفتاء شعبي اواخر عام 2005 يُجرم نشاط "البعث الصدامي"، فيما اصدر البرلمان العراقي منتصف عام 2016 قانونا يحظر الحزب.

وكان حزب البعث العربي الإشتراكي الأردني قد عقد في عمان في 12 من مايو الحالي مؤتمره العاشر تحت شعار" مؤتمر تصويب الاوضاع"، بحضور اكثر من 600 عضو وأقرّ فيه تعديلات النظام الداخلي ليكون قد وفّق أوضاعه وفق متطلبات قانون الاحزاب السياسية لعام 2022