ازدياد حالات الانتحار على جسر عبدون يثير جدلاً واسعاً
جو ترند - أدى ازدياد حالات الانتحار في الأردن في الآونة الأخيرة إلى موجة غضب اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد، بعد أن أظهرت الإحصائيات الرسمية ارتفاعها بشكل متفاوت منذ خمس سنوات.
وأصبح التهديد بالانتحار في الأردن مشكلة تؤرق الأجهزة المعنية مؤخراً، فقد يلجأ إليه كثيرون كنوع من الاحتجاج على ما يعتبرونها تعرضهم لـ"تظلمات" أو لتحقيق مطالبهم من وظائف وغيرها.
ويعاقب قانون العقوبات في الأردن من يهدد أو يحاول الانتحار في مكان عام بالحبس مدة لا تتجاوز ستة أشهر وبغرامة لا تزيد عن 100 دينار أردني أو بالعقوبتين معاً.
كما ينص القانون على أن العقوبة يتم تشديدها إلى الضعف في حال كانت محاولة الانتحار باتفاق جماعي.
جسر عبدون مقصد
بحسب الأرقام والإحصائيات الرسمية، يقدم الأشخاص عادة في الأردن على الانتحار إما في أماكن خاصة بإيذاء أنفسهم كإطلاق النار أو الطعن أو الشنق، أو في أماكن عامة بإلقاء أنفسهم من أماكن مرتفعة جداً.
وأصبح جسر عبدون - أحد المعالم الرئيسية وسط العاصمة عمان - مقصداً للإقدام على الانتحار أو للتهديد بالانتحار، وهو من أكثر الجسور ارتفاعاً وازدحاماً مرورياً.
واستطاعت الأجهزة الأمنية في الأردن إقناع سيدة خمسينية أمس بالعدول عن الانتحار من أعلى جسر عبدون وسط العاصمة، احتجاجاً على توقيف ابنها الذي حاول هو أيضا الانتحار قبل أسبوع تقريباً لمطالبته بالحصول على وظيفة.
وأثار ارتفاع حالات الانتحار أو التهديد به خاصة في الأماكن العامة استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، مطالبين بإيجاد الحلول الفورية لها.
ويعتقد محمد فريحات أن محاولات التهديد بالانتحار هي نوع من "التراجيديا"، موضحاً ذلك بما حصل مع السيدة وابنها اللذين هددا بالانتحار.
وتعتبر زينة أن جسر عبدون أصبح علامة فارقة في الأردن ليصبح "جسر المنتحرين"، مطالبة الحكومة بتطوير الخدمات الاجتماعية التي تستهدف الشابات والشباب خاصة في المجال النفسي.
وقال محمد المستريحي: "في عمان جسر اسمه جسر عبدون، وعبدون ضاحية يقطنها الأثرياء ولكن يتساقط عن هذا الجسر الفقراء انتحاراً من الضيق".
وتطالب سامية المراشدة الحكومة بإيجاد حلول لمشكلة الشباب، وتقول: "عدد الإقبال على جسر عبدون بالفترة الأخيرة من قبل الشباب المنتحرين غير طبيعي".
وتستغرب نداء في تغريدتها من الحزن على من يريدون الانتحار، معتبرة ذلك سيخفف عبئاً عن الدولة، على حد تعبيرها.
ويتساءل بلال العقايلة عن الحلول المطلوبة لوقف تكرار حالات الانتحار على جسر عبدون، ويوضح: "هل نحتاج لمفرزة أمنيّة أم نحتاح لعدالة اجتماعية وتكافؤ فرص والحد من النهب والفساد المنظم".
سجل الأردن 137 حالة انتحار خلال العام الماضي 2022 بحسب بيانات إدارة الطب الشرعي في وزارة الصحة الأردنية.
حالات الانتحار في الأردن لعام 2022 كانت 104 للذكور و33 للإناث.
ترجع دراسة أجراها معهد تضامن النساء الأردني - جمعية حقوقية مستقلة - دوافع الانتحار إلى عدة أسباب منها: المعاناة من الفقر والبطالة، والاضطرابات والأمراض النفسية، والمخدرات، والعنف الأسري.
جسر عبدون
يقع وسط العاصمة عمان، وافتتح عام 2006.
يبلغ طول الجسر حوالي 450 متراً وفيه أربعة مسارب للسيارات.
يبلغ ارتفاعه عن أدنى نقطة من الوادي 45 متراً.
تقول إحصائيات غير رسمية نقلاً عن وسائل إعلام أردنية إن أكثر من 400 شخص أقدموا على الانتحار من أعلى الجسر منذ البدء بإنشائه عام 2002. عن بي بي سي