الباص سريع التردد هل عالج ازمات النقل
الديوان - إيمان المومني– انتهت مشاكل السائرين مع النقل والتنقل ممن لا يملكون مركبات في عمان بعد أن اكتمال البنية التحتية لمشاريع النقل والعمل عبر حافلات باص عمان والباص سريع التردد.
فلم يعد المزاج يتحكم بالوصل إلى العمل، وانتظام بالتوقيت، ومحطات مكيفة صيفا وشتاء، وخالية من التدخين.
فالمشاريع الكبرى قد تتأخر وقد تتعثر، لكن لحظة إنفاذها وبدء تقديم الخدمة للناس تكون ذات أثر عظيم يمتد لأكثر من 200 عام مقبلة، وهذا ما خططت له الدولة الأردنية في مئويتها الثانية حيث بدأ مستخدمو الباص السريع يقطفون ثمار هذا التخطيط من خلال التعامل الكترونيا مع كل شيء، ولم يعد الراكب يغادر منزله إلا مع موعد الحافلة المبرمج، فلا تأخير، ولا كلمات خادشة، والمقعد محفوظ، والانترنت متوفر.
عند الساعة السادسة صباحا توجهت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) لرصد تنقل الناس عبر مسارات الباص السريع، وحافلات باص عمان، وارتأت ان تمضي يوما كاملا لتنقل انطباعات المستخدمين بعد أن نال هذا المشروع من النقد والتجني الكثير، ليتبين أن مقاعد الركاب في هذا المشروع الناقل استخدمت نحو 12 مليون مرة خلال عام واحد، وهذا أول إشارة على نجاح المشروع بامتياز.
عند السابعة والثامنة صباحا توقفت (بترا) في محطة المدينة الرياضية لترصد انطلاق الموظفين إلى أعمالهم. يتوافد الركاب إلى المحطة، العدد كبير جدا لكنهم جميعا لديهم مقاعد في الحافلة لأنهم حجزوها مسبقا. امتلأت الأولى وكان خلفها حافلة أخرى بالتوقيت نفسه بحسب الساعة المعلقة أعلى المحطة كانت (بترا) بين ركابها بعد ان حجزت للجولة مسبقا لترصد أجواء الحافلات.
في الطريق بالحافلة سريعة التردد إلى منطقة المحطة تتغير الأجواء كثيرا، فخدمات الانترنت متوفرة، الهدوء يعم المكان، والدفء يسود أركان الحافلة، سائق الحافلة معزول تماما، لم تعد مياه الأمطار تنال من السائرين إلى أعمالهم، وكثير من الممارسات السلبية التي كانت سائدة مسبقا ويعاني منها مستخدمو النقل العام انتهت وتحديدا في المناطق التي شملها التشغيل حتى الآن.
وتبين لـ (بترا) أن الكلفة المالية رمزية جدا وتتواءم جدا مع الأوضاع الاقتصادية للمستخدمين، وهذا مؤشر على أن الدولة الأردنية بمشاريعها العامة وفي مئويتها الحديثة تهدف إلى تقديم أجود الخدمات بأقل كلفة، بل وتتعدى إلى أنها تنقل كبار السن وذوي الإعاقة مجانا ووفرت لهم كل السبل والتجهيزات لصعودهم ونزولهم من الحافلات ووصولهم إلى المحطات.
الرئيس التنفيذي لشركة رؤية عمان الحديثة للنقل علاء الدين بينو قال لـ (بترا) إن عدد إشغال مقاعد حافلات الباص سريع التردد وباص عمان خلال العام الماضي من الركاب بلغ 11 مليونا و918 ألفا و597 مرة، وعدد مستخدمي البطاقات المعفاة المجانية التي تعطى لكبار السن فوق 65 سنة وللأشخاص ذوي الاعاقة بلغ مليونا و607 آلاف و957 مرة.
وأضاف، إن الشركة تتيح التنقل بين مسارات الباص سريع التردد وباص عمان بشكل مجاني أو بدفع فرق أجرة بسيط، وتعمل جميع الحافلات على تردد ثابت خلال اليوم دون توقف، وهي شركة مملوكة بالكامل لأمانة عمان الكبرى المالكة لأسطول الحافلات والمكون من 271 حافلة مقسمة على مرحلتين، 135 منها في المرحلة الأولى و 136 في المرحلة الثانية، وتخدم عدة مسارات ضمن حدود الأمانة والبالغ عددها 41 مسارا بالإضافة إلى مسارات الباص السريع التردد.
وأضاف، إن باص عمان وسريع التردد يعتمدان الدفع الالكتروني كطريقة وحيدة لاستخدام الحافلات ولا يقبل الدفع النقدي، حيث يكون الدفع من خلال عدة قنوات: البطاقة الذكية والبطاقة الافتراضية والبطاقات المصرفية.
واشار إلى مميزات الحافلات والخدمات المقدمة ومن بينها أنها صديقة للبيئة وخالية من التدخين، ومواعيد ثابتة، ومؤهلة لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن وذوي الإعاقة الحركية، ومجهزة ومراقبة بالكاميرات وتقدم الانترنت المجاني، إضافة الى المراقبة الالكترونية والميدانية.
وبين إلى أن أماكن ونقاط بيع البطاقات لاستخدام الحافلات وهي موزعة في المحطات ويتم تعبئتها ذاتيا ويتوفر تطبيق ذكي ومخطط الرحلات على الهاتف المحمول يستطيع المستخدم من خلاله التحرك بسهولة، مشيرا إلى أن نقاط بيع وتعبئة البطاقات في جميع الأماكن مع إمكانية شحنها من خلال تطبيق "إي فواتيركم".
على طريق العابرين والسائرين لمحطات الباص السريع التي تم تفعيلها، وقفت (بترا)، وسألت عددا من الركاب عن هذا المشروع بعد فترة من تشغيله، حيث أجمعوا على إجابة واحدة "الباص السريع شكل قفزة كبيرة في طريقة تنقلهم إلى مكان عملهم أو مقاصدهم والتي كانت تمر بمشاكل عدة أبرزها الوقت والجهد والمال".
المدير التنفيذي للنقل والمشاريع في أمانة عمان الكبرى، المهندس رياض الخرابشة قال، إن الأمانة ومنذ العام 2008 حدثت المخطط الشمولي للنقل والحركة من خلال 255 مشروعا ومن ضمنها مشروع الحافلات سريعة التردد، لافتا إلى أن طول المرحلة الاولى يبلغ 30 كيلو مترا وبقي 170 كيلو مترا سيتم تنفيذها في عمان.
واضاف، إن الأمانة مسؤولة عن التشغيل التجريبي والرسمي لاحقا إلى أن تكمل وزارة الاشغال مشروع الحافلات سريعة التردد بين العاصمة والزرقاء، مبينا أن الأمانة تولت صلاحية النقل منذ 15 عاما ومشاريع النقل الجماعي جوهر استراتيجيته للأعوام العشرة المقبلة وهدفها تغيير ثقافة التنقل من السيارة الخاصة إلى النقل العام.
من جهته قال مساعد رئيس مجلس الادارة التنفيذي للشركة الاردنية التركية للنقل الدكتور مؤيد أبو فردة إن الشركه هي المشغل الرئيس لباص عمان بالإضافة إلى أنها تقوم بتشغيل الباص سريع التردد، وبدأ العمل بتشغيل الباص السريع يوم 27 تموز 2021، وهي المرحلة الأولى، ويغطي مسارها الذي الرقم 99 من محطة صويلح الى متحف الاردن مرورا بدوار المدينة الرياضية والدوار الخامس ووادي عبدون، ويبلغ طول هذا المسار 17 كيلو مترا وبمعدل 29 حافلة.
وأضاف، إن المرحلة الثانية والتي بدأ العمل بها في الرابع من آب عام 2022 ويحمل الباص السريع فيها الرقم 100 تمتد من جسر المربط وحتى صويلح مرورا بطارق والمدينة الرياضية ومن ثم الى صويلح ويبلغ طول هذا الخط 17 كيلو مترا وبمعدل 40 حافلة.
وقال، إن المرحلة الثالثة بدأ العمل بها في التاسع من تشرين الأول الماضي وتبدأ من طارق الى صويلح مرورا بالمدينة الرياضية ويحمل خطها رقم 98 ويبلغ طوله 9 كيلو مترات وبمعدل 6 حافلات ويتراوح تردد انطلاق الحافلات بين 3 دقائق الى 5 دقائق خلال فترة الذروة وتصل أحيانا الى صفر والمقصود به عدم انتظار الحافلة أي زمن.
ولفت إلى أن مجموع الحافلات العاملة على الخطوط سريعة التردد هو 75 حافلة وصل عدد ركابه في اليوم الواحد 41 الف راكب، مشيرا الى ان هناك خطوطا مغذية له تقوم الشركة بتشغيلها من خلال باص عمان بالإضافه الى شركات اخرى.
وأضاف، إن بين المناطق التي يتم تغذيتها للباص السريع: الكمالية وضاحية الرشيد وشفا بدران والجبيهة، وطارق والهاشمي وبسمان وتلاع العلي ودابوق والبيادر وعبدون، لافتا إلى أن الانجازات التي حققتها هذه الحافلات كانت بتوفير الوقت ووسيلة نقل حضارية منظمة بأوقات محددة، وآمنة ومكيفة صيفا ومدفئه شتاء.
وقال مدير العمليات لشركة رؤية عمان للنقل احمد المجالي، إن جميع حافلات باص عمان والباص السريع تعمل على تردد ثابت خلال اليوم دون توقف، مشيرا الى أن الباص السريع هو أول نظام نقل سريع لمدينة عمان وهو نظام مرن ومتكامل ويوفر خدمة سريعة وآمنة وذات اعتمادية عالية، ويعتمد على حافلات ذات سعة كبيرة تسير على مسارب مخصصة وتقدم مستوى عاليا من الخدمات، إذ تسير بترددات تصل إلى 3 دقائق، كما يشمل النظام محطات حديثة متكاملة.
وأشار الى أن هناك طلبا شديدا على الحافلات خلال أيام الأحد والثلاثاء والخميس خصوصا في الفترة الصباحية من الساعة السابعة وحتى التاسعة والنصف صباحا في محطات المربط وطارق والمتحف باتجاه صويلح، وكذلك في الفترة المسائية خاصة عند موقف الجامعة الأردنية حيث يتم نقل اكثر من 6 آلاف شخص بين الساعة الثانية والنصف والرابعة والنصف مساء.
-- (بترا)