لماذا النفط في تراجع؟!

{title}



جوتنرد- انخفضت أسعار النفط بقوة خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الاثنين، حيث يترقب المستثمرون قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة، في حين أثرت مخاوف مرتبطة بنمو الطلب على الوقود في الصين وزيادة إمدادات الخام الروسية على السوق.

وتوقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد تراجع على مدى أسبوعين، بسبب مخاوف الركود الأمريكي وبيانات الصين المخيبة للآمال وذلك على الرغم من خفض الإنتاج من جانب تحالف "أوبك +".

وأوضحوا أن النفط الخام أنهى الأسبوع الماضي على نحو مستقر نسبيا، حيث كان يتداول في نطاق محدود، بينما يحمل الأسبوع الجديد عديدا من البيانات الاقتصادية الأمريكية ذات التأثير الكبير، التي من المحتمل أن تعيد الإثارة إلى الأسواق العالمية.

وأرجعوا استمرار تقلبات الأسواق إلى احتمالية أن يؤدي ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة من خلال تقرير مؤشر أسعار المستهلكين إلى رفع آخر لسعر الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.

وأشاروا إلى أن توسيع تخفيضات الإنتاج لتحالف "أوبك +" في اجتماع حزيران (يونيو) الجاري كان ضروريا مع استمرار انخفاض الأسعار وحالة عدم اليقين بشأن الطلب، حيث أثرت البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين في العقود الآجلة للنفط التي انخفضت بنسبة 11 في المائة في نيويورك في مايو الماضي.

يأتي ذلك بالتزامن مع منح وزارة الطاقة الأمريكية عقودًا لخمس شركات لتوريد أكثر من 3 ملايين برميل من النفط الخام لإعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للبلاد



أسعار النفط الآن
تراجع خام برنت بنسبة 2.85% إلى 72.67 دولار للبرميل.

فيما هبط خام تكساس بنسبة 3.15% إلى 67.92 دولار للبرميل.

وسجل الخامان ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي في الأسبوع الماضي بعد بيانات اقتصادية صينية مخيبة للتوقعات أثارت مخاوف بخصوص نمو الطلب في أكبر مستورد للخام في العالم، الأمر الذي فاق في تأثيره انتعاش الأسعار بفعل قرار السعودية خفض الإنتاج مليون برميل يوميا في يوليو.

توقعات غولدمان ساكس (NYSE:GS)
خفضت "غولدمان ساكس لأبحاث السلع الأولية" توقعاتها لسعر خام برنت في ديسمبر/كانون الأول إلى 86 دولارا للبرميل من 95 دولارا.

كما تم تخفيض توقعات سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 81 دولارا للبرميل من 89 دولارا.

وقالت إن إمدادات النفط الروسية والإيرانية تفوق التوقعات "بدرجة كبيرة" على الرغم من خفض الإنتاج السعودي.

ورفعت توقعاتها لإمدادات الخام العالمية في النصف الثاني من 2023-2024 باستثناء أوبك بنحو 800 ألف برميل يوميا.

اقرأ أيضًا: الذهب يبدأ أسبوع الفيدرالي خائفًا.. هل يعود أعلى 2000 دولار هذا الأسبوع؟

تصريحات وزير الطاقة السعودي
قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، أمس الأحد، على هامش مؤتمر الأعمال العربي الصيني، بأنه سيتم الإعلان عن المزيد من الاتفاقيات بين المملكة العربية السعودية والصين على المدى القريب.

وأكد وزير الطاقة السعودي على أن اتفاق تحالف "أوبك+" الأخير تضمن إصلاحا شاملا بينما يعمل التحالف لمواجهة "أوجه الغموض" في السوق.

كما قدم المسؤول السعودي بعض الأفكار حول سبب اهتمام المملكة العربية السعودية بالحفاظ على شراكة استراتيجية مع الصين لأسباب مختلفة، والذي يدور حول نمو الطلب على النفط داخل جمهورية الصين الشعبية، لذا بالطبع على السعودية أن تستحوذ على جزء من هذا الطلب.

وأعربت الوزارة السعودية عن اعتزامها الاستثمار في الصين لأن السعودية لديها أيضا برنامجا طموحا بشأن تحويل النفط الخام إلى كيماويات بالشراكة مع الاستثمارات الصينية كأطراف مهتمة، موضحا بأن السعودية لا تلتفت للانتقادات المتعلقة بالعلاقات السعودية الصينية.

الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي
منحت وزارة الطاقة الأمريكية عقودًا لخمس شركات لتوريد أكثر من 3 ملايين برميل من النفط الخام لإعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للبلاد.

ويرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية أن آفاق الطلب العالمي على النفط الخام تبدو جيدة، خاصة بعد إعلان وزارة الطاقة الأمريكية أنها منحت عقودا لشراء ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام لخمس شركات لبدء إعادة تعبئة احتياطي البترول الاستراتيجي وقد تمت عملية الشراء هذه بالكامل.

ونقل عن وزارة الطاقة تأكيدها أنه تم شراء البرميل بمتوسط 73 دولارا وهو أقل من المتوسط البالغ نحو 95 دولارا للبرميل الذي تم بيع خام احتياطي البترول الاستراتيجي به في العام الماضي، موضحا أن الشراء كان جزءا من خطة تجديد احتياطي البترول الاستراتيجي المكونة من ثلاثة أجزاء من الإدارة الأمريكية.

ويتفق بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة مع تشديد المعروض النفطي العالمي لدعم توازن السوق ومنع تدهور الأسعار نتيجة تباطؤ تعافي الطلب الصيني وزيادة الإمدادات من منتجين خارج "أوبك +"، كما أن الإدارة الأمريكية قامت في العام الماضي بالإفراج عن 180 مليون برميل من النفط الخام من احتياطي البترول الاستراتيجي من أجل خفض أسعار البنزين بعد الحرب الروسية.