البيتكوين تدخل دوامة الهبوط العنيف والمستثمرين الكبار ينسحبون

{title}


جوترند- بعد مرور شهر واحد فقط على بلوغ البيتكوين أعلى مستوى في تاريخها، بدأت العملة تفقد أكثر من 30% من مكاسبها التي حققتها منذ بداية العام، مع انحسار الحماس المرتبط بالموقف المؤيد للعملات الرقمية داخل إدارة ترامب.

كما أدى التراجع الحاد في أسهم التكنولوجيا إلى تراجع شهية المخاطرة عالميًا، وهو ما انعكس مباشرة على أداء العملة الرقمية الأكبر في السوق.

هبطت البيتكوين يوم الأحد إلى ما دون 93,700 دولارًا قبل أن تعوضًا جزءًا من خسائرها الآن لتصعد فوق مستوى 96 ألف دولار. وكانت البيتكوين قد لامست مستوى قياسيًا بلغ 126,251 دولارًا في السادس من أكتوبر، قبل أن تبدأ بالانحدار بعد أربعة أيام فقط عقب تصريحات مفاجئة من ترامب حول الرسوم الجمركية، ما تسبب في اضطراب واسع بالأسواق العالمية.

وقال ماثيو هوغان، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بيت وايز، إن الأسواق باتت تتجه بوضوح نحو تجنب المخاطرة، مضيفًا أن البيتكوين كانت أول مؤشر على هذا التحول، وكانت أول أصل يبدي رد فعل قويًا على تغير المزاج العام.

لا تدع التقلبات العنيفة في سوق العملات الرقمية تفوتك على فرص الشراء عند المستويات المنخفضة. منصة InvestingPro المتاحة الآن بالعربية تقدم لك الأداة الأقوى بخصم يصل إلى 55%، حيث يمكنك عبر WarrenAI تحليل أنماط تدفق الأموال وتقلبات المشتقات، مما يمكنك من اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة في ظل تحول السوق إلى مرحلة هبوطية وتراجع معنويات المستثمرين.



تراجع المشترين الكبار
وعلى مدار الشهر الماضي، بدأت الجهات الأكثر تأثيرًا في الطلب على البيتكوين — من مديري الصناديق المتداولة إلى إدارات الخزائن في الشركات — بالتراجع بهدوء، وهو ما حرم السوق من التدفقات التي دعمت صعود العملة إلى مستويات غير مسبوقة.


وخلال معظم العام، لعبت المؤسسات المالية دورًا رئيسيًا في تعزيز شرعية البيتكوين ودعم سعرها. فقد استقطبت الصناديق المتداولة وحدها أكثر من 25 مليار دولار وفق بيانات بلومبرغ، لترتفع أصولها إلى نحو 169 مليار دولار. وأسهمت هذه التدفقات المستقرة في تقديم البيتكوين كأداة لتنويع المحافظ والتحوط من التضخم وضعف العملات والاضطرابات السياسية. لكن هذه الرواية — التي كانت هشة بطبيعتها — بدأت تتصدع مجددًا، ما جعل السوق مكشوفة أمام عامل أقل صخبًا لكنه خطير: انسحاب المستثمرين.

وقال جاك كينيس، كبير محللي الأبحاث في نانسن، إن التراجع الحالي ناتج عن مزيج من جني الأرباح من مستثمرين طويلَي الأجل، وانخفاض التدفقات المؤسسية، وتصاعد الضبابية الاقتصادية، بالإضافة إلى تصفية المراكز ذات الرافعة المالية.

تحولات في مزاج المستثمرين
يظهر أحد أبرز الأمثلة على ضعف شهية الشراء في قطاع الأصول الرقمية من خلال شركة استراتيجي التابعة لمايكل سايلور، التي تحولت من شركة برمجيات إلى واحدة من أكبر حائزي البيتكوين. فبعد أن كانت نموذجًا للشركات المؤمنة بالعملة، أصبح سهمها اليوم يقترب من التساوي مع قيمة ما تملكه من بيتكوين، وهو انعكاس لتراجع استعداد المستثمرين لدفع علاوة مقابل رهان سايلور القائم على الرافعة المالية العالية.

وشهدت البيتكوين دورات صعود وهبوط حادة منذ دخولها دائرة الضوء العالمي بعد قفزتها التي تجاوزت 13000% في 2017، قبل أن تهبط بعدها بعام بنحو 75%. وقال هوغان إن معنويات المتداولين الأفراد أصبحت سلبية إلى حد كبير، مضيفًا أن هناك من يرى الانخفاض الحالي فرصة للشراء، بينما يخشى آخرون من تكرار سقوط بنسبة 50%، ما يدفعهم للانسحاب المبكر.

وتعرضت البيتكوين لتقلبات قوية خلال العام، إذ هبطت إلى نحو 74400 دولار في أبريل بعد إعلان ترامب عن رسوم جمركية جديدة، قبل أن تعود إلى مستويات قياسية ثم تتراجع مجددًا. وتستحوذ العملة على ما يقرب من 60% من القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية البالغة نحو 3.2 تريليون دولار.



ضغوط أشد على العملات الأصغر
وكان التراجع أكثر قسوة على العملات الرقمية الأصغر والأقل سيولة، والتي عادة ما تجذب المتعاملين بسبب تقلباتها العالية وقدرتها على التفوق خلال موجات الصعود. ويُظهر مؤشر ماركت فيكتور، الذي يتتبع النصف الأدنى من أكبر 100 عملة رقمية، انخفاضًا يقارب 60% خلال العام.

وقال كريس نيوهاوس، مدير الأبحاث في شركة إرغونيا المتخصصة في التمويل اللامركزي، إن التقلبات جزء طبيعي من سوق العملات الرقمية، لكنه أكد أن النقاشات بين المتداولين وفي مجموعات تيليغرام والمؤتمرات تعكس حالة واسعة من الشك تجاه ضخ رؤوس أموال جديدة، في ظل غياب أي محفزات طبيعية تدفع السوق للصعود.