الذهب يتماسك قرب اعلى مستوياته وسط ضبابية اقتصادية عالمية
استقرار الاسعار في ظل تقلبات الاسواق
جوترند- يسجل الذهب حالة من التماسك الايجابي في تداولات الايام الاخيرة، مستقرا قرب اعلى مستوياته التاريخية، في ظل استمرار الضبابية التي تفرضها البيانات الاقتصادية العالمية وتوقعات السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، وعلى راسها الاحتياطي الفيدرالي الامريكي. ويواصل المعدن الاصفر جذب المستثمرين كملاذ امن، مدعوما بتقلبات اسواق الاسهم وتراجع الدولار في عدد من الجلسات.
العوامل المحركة لسعر الذهب
بلغ الذهب في تعاملات اليوم مستويات تقارب ... دولار للاونصة، بعد موجة صعود قوية خلال الاسابيع الماضية. وجاء ذلك مدفوعا بارتفاع الطلب الفعلي من الاسواق الاسيوية وخاصة الصين والهند، الى جانب مشتريات البنوك المركزية التي وصلت الى اعلى مستوياتها منذ عقود. كما رفعت الاسواق رهاناتها على قرب خفض اسعار الفائدة الامريكية، الامر الذي يعزز جاذبية الذهب.
تغيرات السياسة النقدية ودورها في تشكيل الاتجاه
تشير تحليلات السوق الى ان المستثمرين اصبحوا اكثر ميلا للتحوط، مع تزايد المخاوف من تباطؤ النمو العالمي وتوسع الصراعات الجيوسياسية. ويؤكد محللون ماليون ان الاتجاه العام للذهب لا يزال صعوديا على المدى المتوسط، خاصة مع زيادة المؤشرات على توجه الفيدرالي الامريكي نحو سياسة نقدية اكثر مرونة. وتعد بيانات التضخم والتوظيف القادمة من اهم العوامل التي قد تحدد حركة الاسعار خلال الفترة المقبلة.
مخاطر جني الارباح وتقلبات المدى القصير
في المقابل، يرى خبراء ان عمليات جني الارباح قد تظهر في اي لحظة مع اقتراب الاسعار من مستويات مقاومة تاريخية، مما قد يؤدي الى تصحيحات محدودة قبل استكمال الاتجاه الصاعد. كما يبقى الدولار الامريكي عاملا مؤثرا وحاسما، بوصفه احد المنافسين الرئيسيين للذهب، اذ يؤدي ارتفاعه عادة الى الضغط على اسعار الذهب.
ترقب البيانات الاقتصادية المؤثرة
تتجه انظار المستثمرين خلال هذا الاسبوع الى مجموعة من البيانات الاقتصادية المهمة، من بينها مؤشرات التضخم الامريكية ومحضر اجتماعات الفيدرالي. ومن المتوقع ان تسهم هذه البيانات في اعطاء اشارات اوضح حول مسار السياسة النقدية، الامر الذي سينعكس مباشرة على تحركات الذهب. وفي حال جاءت الارقام اضعف من المتوقع، فقد تدفع المعدن الى مستويات اعلى.
ارتفاع الطلب في الاسواق المحلية
على الصعيد المحلي، يستمر الطلب على الذهب بالارتفاع مدفوعا بعوامل موسمية واقتصادية، حيث يفضل العديد من المستهلكين شراء السبائك والليرات كاداة للتحوط في ظل تذبذب اسعار العملات وارتفاع تكاليف المعيشة. وتتوقع محال الصياغة استمرار الحركة النشطة خلال الفترة المقبلة خصوصا مع دخول موسم الاعياد.
نظرة مستقبلية مستقرة
ورغم التقلبات قصيرة الاجل، يؤكد الخبراء ان الذهب سيبقى من اكثر الادوات الاستثمارية استقرارا وامانا في ظل مشهد اقتصادي عالمي سريع التغير، مع استمرار التوترات الجيوسياسية وضعف الثقة في مسار النمو العالمي.
