الدولار الأمريكي يتكبد خسائرا أسبوعية هي الأعلى منذ 4 شهور!
جوترند - سجل الدولار الأمريكي خسائرًا قوية خلال تداولات الأسبوع المنتهي في 17 نوفمبر بلغت نحو 1.88%، وهي أقوى خسائر أسبوعية تتكبدها العملة الخضراء منذ 17 أسبوع، متضررا من تنامي احتمالات انتهاء دورة التشديد النقدي الفيدرالية علاوة على الهبوط القوي لعوائد سندات الخزانة الأمريكية، حيث تعرض الدولار لضغوط بيعية قوية دفعته للتخلي عن المستوى 104 نقطة والتداول أدناه بختام تداولات الأسبوع.
وفي السطور التالية، نستعرض كيف ساهمت هذه العوامل في تعزيز خسائر الدولار الأسبوعية:
1. بيانات التضخم الأمريكي السلبية
أظهرت البيانات الرسمية الأمريكية بأن التضخم شهد تباطؤا ملحوظا وبأقوى من توقعات الأسواق خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث سجل التضخم السنوي ما يعادل 3.2%، بأقل من توقعات الأسواق بأن يتباطأ التضخم إلى 3.3% فقط، علما بأن مؤشر أسعار المستهلك قد استقر عند 3.7% بشهر سبتمبر الماضي، كما كشفت البيانات عن تباطؤ معدل التضخم الأمريكي الأساسي السنوي أيضا، (والذي يستبعد أسعار الطاقة والغذاء)، ليسجل 4.0%، بينما كانت توقعات الأسواق ترجح استقراره عند نفس المستوى الذي سجله التضخم بنهاية سبتمبر الماضي عند 4.1%.
ولقد ساهمت البيانات السلبية في تعزيز الزخم الهبوطي لأداء الدولار خلال الأسبوع المنتهي، حيث أثارت هذه البيانات توقعات الأسواق حيال انتهاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من نهجه التشديدي وعدم القيام برفع سعر الفائدة مجددا باجتماعاته القادمة، استجابة لتباطؤ التضخم بالبلاد، ومن ثم تضرر الدولار بوضوح خلال تداولات الأسبوع الماضي.
2. الهبوط القوي لعوائد سندات الخزانة الأمريكية
تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بمختلف آجالها بشكل قوي خلال تداولات هذا الأسبوع، بما يشير لإحجام المتداولين عن شراء الدولار الأمريكي وهو ما عزز تراجع العملة الخضراء بنهاية المطاف، فبالنظر لتداولات الأسبوع المنتهي يتضح بأن عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات سجل خسائر أسبوعية بنحو 4.58%، وبلغت خسائر عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 20 سنة حوالي 3.45%، وكذلك، قدرت خسائر عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 سنة ما يعادل 3.65%، بما أثر سلبا على تحركات الدولار بالأسبوع المنتهي.
3. تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي الأقل تشددا
عززت بعض التصريحات الصادرة عن عدد من أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول التضخم خسائر الدولار هذا الأسبوع، حيث أفادت هذه التصريحات في مجملها بأن التضخم بالولايات المتحدة ينخفض بشكل واضح بدعم من عدة عوامل أهمها تحسن سلاسل التوريد وزيادة الإنتاجية بالبلاد بما أدى لزيادة المعروض في الأسواق، كما تطرقت التصريحات إلى عودة تضخم السلع إلى مستويات ما قبل الوباء، وأن الوضع الحالي للسياسة النقدية لبنك الفيدرالي الأمريكي جيد إلى حد كبير.
ولقد غذت هذه التعليقات توقعات الأسواق بأن التضخم في الولايات المتحدة يشهد انخفاضا ملحوظا وقد تستمر وتيرة انخفاض التضخم خلال الأشهر المقبلة وصولا إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، وهو ما سيقلل الضغوط التي يواجهها الفيدرالي الأمريكي لمواصلة دورة رفع الفائدة، بعبارة أخرى، قد يبقي البنك المركزي على سعر الفائدة الحالي 5.50% خلال اجتماعاته المقبلة، مع احتمالية أن يبدأ الفيدرالي في التفكير بشأن خفض الفائدة بعام 2024، الأمر الذي انعكس سلبا على أداء الدولار هذا الأسبوع.