لماذا تنخفض أسعار النفط رغم استمرار الصراع في الشرق الأوسط؟
جوترند- تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية اليوم الخميس بعد سلسلة من المكاسب القوية هذا الأسبوع حيث تنتظر الأسواق المزيد من التطورات في الصراع في الشرق الأوسط، في حين كانت الإشارات القادمة من بنك الاحتياطي الفيدرالي محط التركيز أيضًا.
وقد أدى تصاعد الصراع بعد القصف المميت لمستشفى في غزة وإلغاء قمة بين الزعماء الأمريكيين والمصريين والفلسطينيين إلى تعزيز أسعار النفط بشكل كبير هذا الأسبوع حيث تخشى الأسواق من انضمام دول عربية أخرى إلى النزاع.
ومن المتوقع أن يؤدي مثل هذا السيناريو إلى تعطيل الإمدادات في المنطقة الغنية بالنفط، مما قد يؤدي إلى تضييق أسواق الخام العالمية. وحث الوزراء الإيرانيون على فرض حظر نفطي على إسرائيل، على الرغم من أن منظمة البلدان المصدرة للبترول قالت إنه ليس لديها أي إجراء مخطط له في الوقت الحالي.
كما تم تعزيز علامات نقص الإمدادات من خلال تسجيل سحبًا أكبر من المتوقع على المخزونات في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 13 أكتوبر. كما يشير الانخفاض المستمر في مخزونات {{ecl- 485||البنزين}} و{{ecl- 917||نواتج التقطير}} إلى أن الطلب على الوقود في الولايات المتحدة ظل قوياً.
وتشجعت أسواق النفط أيضًا من خلال البيانات التي أظهرت نموًا اقتصاديًا أفضل من المتوقع في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، على الرغم من أن النمو لا يزال أقل من مستويات ما قبل فيروس كورونا.
وقفزت أسعار النفط الخام نحو 2% يوم الأربعاء. لكن يبدو الآن أن هذا الارتفاع قد توقف مؤقتًا مع ارتفاع الدولار، في حين أدت عمليات البيع الحادة في أسواق السندات أيضًا إلى زعزعة المعنويات.
كما خففت الولايات المتحدة العقوبات على قطاع النفط الفنزويلي بعد أن توصلت الحكومة وأحزاب المعارضة إلى اتفاق بشأن انتخابات عام 2024. لكن محللين قالوا إن أي إمدادات يتم تحريرها من مثل هذه الخطوة من غير المرجح أن تساعد في تخفيف شح أسواق النفط هذا العام.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.94% إلى 90.64 دولارًا للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.81% إلى 86.56 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 11:00 بتوقيت الرياض.
وكان احتمال انخفاض الإمدادات، في أعقاب التخفيضات الحادة في الإنتاج من قبل روسيا والمملكة العربية السعودية، بمثابة دفعة كبيرة لأسعار النفط هذا العام. لكن الارتفاع تباطأ إلى حد ما في الأسابيع الأخيرة، مع عودة المخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية لفترة أطول إلى الأسواق.
في انتظار خطاب باول وقوة الدولار تحد من ارتفاع النفط
من المقرر أن يتحدث رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في النادي الاقتصادي في نيويورك في وقت لاحق من اليوم، مما قد يقدم المزيد من الإشارات على مسار أسعار الفائدة.
وقد أدت سلسلة من البيانات الأمريكية القوية، لا سيما التضخم ومبيعات التجزئة، إلى زيادة الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون لديه ما يكفي من المساحة للحفاظ على أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول. وقد عززت هذه الفكرة الدولار، الذي أصبح على مرمى البصر من أعلى مستوى له خلال 11 شهرًا هذا الأسبوع.
وتخشى الأسواق من أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى إعاقة النشاط الاقتصادي هذا العام، مما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط الخام. كما يؤثر ارتفاع الدولار على الطلب على النفط لأنه يجعل الخام أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الدوليين.
كذلك، حافظ باول إلى حد كبير على خطاب أسعار الفائدة الأعلى لفترة أطول، ومن المتوقع أن يكرر موقفه في وقت لاحق من اليوم. ومن المتوقع أيضًا أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بهامش أصغر.