غرايبة في مقابلة مع "جوترند": اليسار المدجن لوبي ضد الاصلاح وهو من يأتي بالحكومات

{title}

الدكتور ارحيل غرايبة في مقابلة خاصة مع جوترند: الملكيات الدستورية الحل الامثل للديمقراطية
* الحزب السياسي جزء من الدولة ويجب ان يكون ارتباطه وطنيا خالصا واي ارتباطات خارجية لم تعد مقبولة
* "الاخوان" لم يفرقوا بين الفكرة والحزب وهنا كانت نقطة الخلاف وسببا في تنامي الافكار ضد الجماعة
* الاخوان لم يتقبلوا ان يكون "جبهة العمل" للجميع وكل من دخله من خارج الجماعة خرج بسبب هيمنة الحركة
* دخول العمل السياسي للجماعة كان مدعاة خلاف لان السياسة تقوم على الاجتهاد والاختلاف وليس الفكر 
* "الاخوان المسلمين" انشأها البنا بعد انهيار العثمانيين حتى تتوحد الامة العربية تحت المظلة الاسلامية بوجه الاستعمار
* انشأت "زمزم " وطالبت بالملكية الدستورية مع بدايات الربيع العربي لتجنب الصراع الداخلي والمضي نحو الديمقراطية
* لم اترك الاخوان او انشق عنهم ولكنني فصلت بسبب "زمزم" مع انها كانت بموافقة الجماعة
* الاخوان طالبوا بان تكون زمزم تحت مظلتهم ورفضت لان المبادرة قصد منها ان تكون للجميع
* النضج يتم بالتدريج بحيث يعبر الاردنيون عن انفسهم بادارة أنفسهم والتحول السياسي لا يأتي فجأة
* الاصلاح على الطاولة لا يأتي بالقوة ومن يجيء بالدم يذهب بالدم ومن يجيء بانقلاب فقد شرعنه
* حماس كانت جزءا من الاخوان وطبيعي ان تدعمها ولكن علينا ترتيب الاولويات
* الاردن مصلحته يجب ان تكون في الطليعة مقابل ألا ننسى فلسطين كأولوية عربية واسلامية
* فكرة البرلمان لن تنجح إلا عبر احزاب سياسية غير مدجنة او منقادة للحكومات
* اليسار المدجن المسيطر على المطبخ السياسي هو الخطر ويعمل لمصلحته الخاصة على حساب الوطن
*  اليسار يدعم التطرف لان وجودة ببقاء النقيض وهو سبب بفشل الحكومات لانه جزء من اختيار المسؤولين 
* اليسار لوبي  ضد الاصلاح والاحزاب لانه يعي الخطورة السياسية التي تنافس مصالحه واحتفاظه بمواقعه
* التعليم والصحة في تراجع والقطاع الخاص هو المسيطر وشرعية الدولة بتقديم الخدمات المثلى للجميع
* ارقام الدين والبطالة تتعاظم والاقتصاد يتهاوى ما يعني فشل الحكومات وغياب الدولة
* الانتاج يقل والضرائب في زيادة بسبب ركاكة الادارة المالية التي تعتمد على جيب المواطن
* الخصخصة غير منصفة ومن يدير البوتاس والفوسفات وزراء سابقون فلما تحولت ملكيتهما للقطاع الخاص
* الحل تجاه التنمية موجود اذا رغبنا وهو بوضع الاجيال القادمة على الطريق الصحيح 
* النجاح لا يتطلب شعارات وشكليات وعلى الاردنيين ان يكونوا شركاء في ادارة مواردهم 
* الاردنيون يجب ان يعملوا بموجب تجمعات منظمة ذات هم وطني لا ان يكونوا فرادى على موائد اللئام
* هناك منافسة على بلد منكوب وصراع شديد على المكاسب وتوريث بشع للمناصب
* النجاح لايأتي على طبق من ذهب وعلينا ان نقارن انفسنا بالافضل لا ان ننظر الى الاموات

حوار : محمد الدويري

قال العضو المؤسس لحزب جبهة العمل الاسلامي الدكتور ارحيل غرايبة ان الحزب السياسي هو جزء من الدولة ويجب ان يكون ارتباطه بالدولة وطنيا خالصا مؤكدا ان اي ارتباطات خارجية لم تعد مقبولة سياسيا.
واضاف الدكتور ارحيل وهو حاليا عضو جمعية جماعة الاخوان المسلمين ومدرس في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية في مقابلة شاملة مع صحيفة "جوترند" ان هذا الامر كان نقطة خلاف داخل حركة جماعة الاخوان المسلمين مشيرا الى ان بعض الاخوان لم يفرقوا بين الفكرة والحزب وهو ما جعل بعض الجهات تحمل افكارا ضد الجماعة بان لها اتباعا خارجية.

وقال الدكتور ارحيل وهو ايضا رئيس المكتب السياسي في جماعة الاخوان المسلمين وجبهة العمل الاسلامي سابقا ان حزب جبهة العمل الاسلامي نشأ في العام 1992 لان تحولا سياسيا ظهر انذاك بعد ترخيص الاحزاب في الاردن بفكرة ان ينشأ حزب سياسي خارج اطار الاخوان المسلمين يعبر عن توجههم ولكن خلافا طرأ انذاك بين قيادات الجماعة عندما كانت فكرتنا للحزب ان يكون للجميع وألا يكون مقصورا على الاخوان لكن الفكرة لم ترق لقيادات الجماعة رغم ان كثيرين دخلوا في الحزب من خارج اطار الجماعة الا انهم ذهبوا لان الجماعة هيمنت على الحزب .
ولفت الدكتور ارحيل وهو ايضا امين عام حزب الائتلاف الوطني سابقا الى ان دخول العمل السياسي كان مدعاة خلاف لان السياسة تقوم على الاختلاف والاجتهادات باعتبار ان الحركة الاسلامية يوحدها الفكر ولكن ستختلف في الشأن السياسي خصوصا بعدما عقدت معاهدات سلام مع العدو الصهيوني في كيفية التعامل مع هذه المستجدات.

وأكد رئيس المركز الوطني لحقوق الانسان سابقا انه لم يترك الاخوان المسلمين ولم ينشق عن الجماعة ولكنه فصل واثنان آخران لانه طرح مبادرة زمزم القائمة على الديمقراطية والملكية الدستورية رغم انها كانت بموافقتهم على حد تعبيره، مشيرا الى ان الجماعة طلبوا ان تكون مبادرة زمزم تحت مظلتهم بيد انها يجب ألا تنضوي تحت أي جهة لانها مبادرة شاملة يشارك بها الجميع على حد سواء. وقال ان بعض قيادات الجماعة كانت ضيقة الافق حينها خشيوا ان تسحب المبادرة البساط من تحت الجماعة وطلبوا اما الغاؤها او ان تكون تحت مظلتهم وبعد ان "رفضنا ذلك تبرأوا منها رغم انها صيغت بموافقتهم ثم تم فصلنا".
.


وقال ان مبادرة زمزم لم تكن موجهة ضد احد وكانت فكرة لتجنب الاردن الدخول بمواجهات وصدامات مع بدايات الربيع العربي مثلما حدث في دول عربية مثل سوريا واليمن وليبيا بحيث يتحول الاردن الى نظام ديمقراطي على غرار تجارب غربية جنبت بلادها مشكلات دموية.
وفي رده فيما اذا كانت الملكية الدستورية هي الحل الوحيد للديمقراطية، أجاب الدكتور ارحيل انه لا يزال مطالبا بالملكية الدستورية وهي برأيه الحل الامثل لتطبيق الديمقراطية لافتا الى ان النضج يتم بالتدريج بحيث يعبر الاردنيون عن انفسهم بادارة أنفسهم.
وأشار الدكتور ارحيل الىان  توجه الحركات الاسلامية للعمل في انظمة الحكم خطأ لانه لا يجوز الانخراط بعمل لا تكون قادرا عليه مشيرا الى ان العمل السياسي هو عمل بنائي تدريجي وأي مواجه هي خطأ حتى لو رأى اي طرف انه على حق وقال "من يأتي بالدم سيذهب بالدم ومن يأتي بانقلاب فانه شرعن الانقلاب".

وفي رده على ما اذا كانت الحركة الاسلامية في الاردن تتلقى دعمها من حماس، اجاب الدكتور ارحيل ان حماس كانت جزءا من الحركة الاسلامية في الاردن قبل ان تستقل ومن غير المعقول ألا تدعم الحركة او ألا يكون لها نشاط في الاردن بحكم جوارها للكيان الصهيوني ولكنه في المقابل أكد الدكتور ارحيل ضرورة ترتيب الاولويات وان تكون مصلحة الدولة الاردنية في الطليعة وان نكون جزءا من الدولة وبذات الوقت ألا نلغي الاهتمام بالقضية الفلسطينية كأولوية عربية واسلامية.

واكد ارحيل في معرض اجابته على استفسارات "جوترند" ان فكرة البرلمان لا يمكن اصلاحها الا من خلال احزاب سياسية غير منقادة للحكومات وألا تستند الى نفوذ الدولة أو تكون مدجنة وتدار بطريقة متعسفة وقال "الاحزاب التي يعبث بها وتعمل بطريقة غير مدروسة سوف تفشل" لافتا الى ان بروز احزاب حاليا بطريقة ملفتة قد يكون مدفوعا وستكون مؤقتة.

وحذر الدكتور ارحيل مما اسماهم باليسار المدجن الذين يسيطرون على المطبخ السياسي في الاردن على حد رأيه معتبرا انهم يعملون لمصالحهم الخاصة اكثر من المصلحة الوطنية.
وقال ان هذه الفئة النافذة يشجعون التطرف لان وجودهم ونفوذهم قائم على هذا النقيض وهو ما ادى الى سيطرة الصقور على الحركات الاسلامية وتحجيم الحمائم مؤكدا في الوقت ذاته الى ان يسار المطبخ السياسي يحاربون أي فكرة اصلاحية ليس لعدم صلاحيتها او لمصلحة وطنية بل لمصالحهم الشخصية ورغبتهم بالاحتفاظ بمواقعهم للابد.
كما شدد على ان اليسار هم اكثر الناس حربا على الاحزاب والفكرة الوطنية لانهم يعرفون الخطورة السياسية التي تنافسهم وتهدد وجودهم لافتا الى انهم شكلوا لوبيا ضخما واضحا للعيان وسيطرة هذا الفريق هو ما أدى الى اسوأ درجات الفشل الحكومي لانهم جزء من عملية اختيار القيادات الحكومية.
وانتقد ارحيل النظام التربوي والصحي في الاردن وقال ان هذين القطاعين يتهاويان مؤكدا ان شرعية الدولة بقدرتها على تقديم التعليم الحكومي الصحيح لكل افراد المجتمع وان تقدم العلاج للغني والفقير على حد سواء.
وقال ان النظام التربوي في تراجع والجامعات لاتتقدم ومخرجات التعليم غير مؤاتية وارقام الدين والبطالة تتعاظم والاقتصاد يتهاوى ما يعني فشل الحكومات وغياب الدولة عن ذلك.
وبين ان القطاع الخاص يلغي دور الدولة في التعليم والصحة التي يجب ان تقدم افضل الخدمات لكل المواطنين وألا يقتصر التعليم والعلاج المناسبين على اصحاب الجيوب المنتفخة بينما ابناء الطبقة القادحة لا يحصلون على الخدمات اللازمة في هذين القطاعين المهمين.
واكد ان الادارة المالية في الاردن فاشلة والدليل هو تعاظم ارقام المديونية والبطالة والاعتماد على جيب المواطن عبر الضرائب،  لافتا الى ان هذا الجانب علامة فشل لان الانتاج يقل بينما الضرائب تتزايد.
وقال ان التعامل الاقتصادي الصحيح هو بزيادة الانتاج وقدرة المواطن على العمل الذي من شأنه ان يزيد الايراد وتابع: "حلول زيادة الضرائب على جيب المواطن نظرة قاصرة ومؤقتة، ومن غير المعقول ان يبقى دخل الموظف الاردني متآكلا بالضرائب والفواتير والاقساط البنكية والتعليمية".

.كما هاجم ارحيل مشاريع الخصخصة التي اعتبرها غير منصفة وقال ان القطاع الخاص دوره مهم في التنمية ويمكن الاستعانة به لتحسين بيئة العمل اما ان نسلم المؤسسات الحكومية المدرة للدخل الى القطاع الخاص خطوة غير صحيحة لافتا الى ان من يدير البوتاس والفوسفات حاليا هم من كانوا اعضاء في حكومات سابقة بمعنى ان لدى الحكومة كفاءات لادارة الشركات وانجاحها على ان تبقى حكومية ولا يذهب خيرها لجيوب خاصة مثل بروناي وغيرها
 
وشدد الدكتور ارحيل على ان الحل تجاه التنمية السياسية والاقتصادية موجود اذا كانت هناك رغبة حقيقية وهي ان نضع اجيالنا القادمة على الطريق الصحيح ونقدم لهم سبل النجاح بعيدا عن الشعارات والشكليات وان يصبح الاردنيون شركاء في ادارة مواردهم وألا يكونوا عالة على الدولة او أي احد وان يكون انفاقنا بقدر انتاجنا لافتا الى اهمية التجمعات المنظمة والمؤثرة ذات الهم الوطني لا ان يبقى الاردنيون متفرقون وضائعون مثل ايتام على موائد اللئام منوها في الوقت ذاته الى ان هناك منافسة على بلد منكوب وصراعا شديدا على المواقع والمكاسب الفردية وثمة توريث بشع للمناصب لا يمكن مواجهتها جميعها الا بقوة الجمع المنظم والمؤثر والفاعل لا ان يكون العمل فرديا ونبقى نبكي في الزوايا وقال" ان النجاح لا يأتي على طبق من ذهب ولا يجوز الانتظار حتى تحل العدالة على مائدة، وان الحرية تنتزع ولا تعطى وعلينا ان نقارن انفسنا بالافضل لا ان ننظر الى الاموات في المقارنة وان نستمد تجاربنا من تلك الناجحة في العالم مثل سنغافورا وارواندا وغيرها.


وفيما يلي نص الحوار كاملا:

في البداية هل لك ان تشرح لنا عن الحركة الاسلامية في الاردن واهدافها ولماذا ثمة عدة حركات اسلامية على الساحة؟

الحركة الاسلامية اسم مرتبط بجماعة الاخوان المسلمين التي انشئت في مصر على يد حسن البنا بعد سقوط الخلافة العثمانية التي كانت المظلة الاسلامية حينها للدول العربية، ولكن الاستعمار الغربي جاء بعد الحرب العالمية الاولى ووضع يده على ممتلكات الدولة العثمانية ولذلك بعد سقوط العثمانيين اصبحت بعض الدول العربية مفتوحة باستثناء بعض الاجزاء التي احتفظت بالاستقلالية السياسية وحينها وضعت الدول الاستعمارية يدها على كل العالم العربي والاسلامي بسهوله واعتبرتها مخلفات الرجل المريض.
حسن البنا وغيره من ابناء جيله في ذلك الوقت سواء كان فكرهم اسلامي او قومي - حيث ان كل واحد ينظر الى العالم العربي من زاوية - كانت فكرته ان الامة العربية هي جزء من الامة الاسلامية لا طريق لها ان تتحرر من الاستعمار انذاك الا من خلال الاسلام وعودتها الى سر قوتها وهي الفكرة الاسلامية ولم يكن يقصد ان يكون حزبا سياسيا بل اراد ان يشعل عودة الناس الى الاسلام تحت هذه المظلة لان افكارا مختلفة دخلت علينا منها تتبع الشرق واخرى تتبع الغرب ودخلت علينا الفكرة الشيوعية وغيرها وبالتالي العالم كان في بدايات ما بعد انتهاء الدولة العثمانية على خطوط مختلفة وكان لابد ان تحتفظ الامة العربية بذاتيها واصالتها، من هنا كانت فكرته ان لا شيء يجمعها الا الاسلام ولكن بعد فترة تقسمت الامة العربية وكل قطر اصبح لوحده وفي ظل هذه الحالة القطرية وجدت جماعة الاخوان المسلمين في كل قطر وكان برأي حسن البنا ان هذه الحالة القطرية كانت حالة مؤقتة وانها حالة ضعف لا يمكنها الوقوف بوجه الغزو الا ان تعيد وحدتها ولكن القطرية ترسخت مع الوقت واصبحت الحركة الاسلامية في كل قطر هي جزء من القطر ولم تحمل الفكرة الاحيائية لكل الامة وانما اصبحت كل مجموعة في كل قطر تفكر في كيفية ان تجد لنفسها كيانا سياسيا داخل القطر ومن هنا تحولوا رويدا رويدا الى ما يشبه الحزب السياسي .
ان فكرة الحزب السياسي هو جزء من منظومة الدوله وليس حزبا جذريا سياسيا ضد الدولة ، لان الحزب يكون منافس لبقية الاحزاب للوصول الى السلطة اوللمشاركة فيها وهذه المسألة لم تكن واضحة ولذلك اصبح الاخوان بالاضافة الى انهم جماعة دعوية احيائية فكرية تربوية يعملون في المدارس والصحة دخل باذهانهم نمط متأخر هو انهم لا يريدون ان يبقوا مجرد دراويش في المساجد وانهم يجب ان يعملوا بالسياسة، ومن هنا فان انشغالهم في السياسة جعل فكرتهم منافسة للآخرين بدلا من ان تكون فكرة شاملة موحدة ، وهنا كان التحول.

في الاردن خصوصا في عام 1989 نشأت الحركة الاسلامية كفكرة منافسة على المقاعد البرلمانية واخذت حصة تزيد عن ربع مقاعد مجلس النواب حيث كان عدد مقاعد المجلس انذاك 80 مقعدا هم حصلوا على 22 مقعدا وهذا الامر فتح الباب لدخول الجماعة في العمل السياسي. وهنا فان دخول العمل السياسي هو برأيي محل خلاف لان السياسة تقوم على الاختلاف ويمكن ان يوحدهم الفكر لكن العمل في السياسة اجتهدات ، فاصبح هناك اختلاف في التعامل مع الشأن السياسي لان العالم فيما بعد دخل بمعاهدات السلام مثل اوسلو ووادي عربة وغيرها ومن هنا طرأ تباين داخل الحركة الاسلامية في كيفية التعامل مع الشأن السياسي في ظل اتفاق الاقطار العربية مع العدو الصهيوني وهنا بدأ الخلاف.

هل من هنا كانت فكرة حزب جبهة العمل الاسلامي للانخراط بالسياسة؟

انا كنت مؤسس حزب جبهة العمل الاسلامي في العام 1992 لان تحولا سياسيا ظهر انذاك حيث اعيد ترخيص الاحزاب بعد ان كانت محظورة وكانت الفكرة ان ينشأ حزب سياسي خارج اطار الجماعة ولكن بالمقابل ان يعبر هذا الحزب عن توجه الجماعة وفكرها ولكن خلافا نشب بين قيادة الجماعة لان فكرتنا كانت ان ينشأ حزب سياسي للجميع وألا يكون حكرا على الجماعة وهنا كما قلت بدأ الخلاف لان البعض في الجماعة اعتقد ان حزب جبهة العمل الاسلامي سيحل محل الجماعة لذلك كان هناك حربا شديدة في ماهية وكيفية ادارة الحزب واجرينا اطارا واسعا دخل فيه اناس من خارج الحركة الاسلامية ولكنهم جميعهم خرجوا من الحزب بعد فترة
لان قيادة الجماعة بعد الممارسة هيمنت على الحزب.
هل هذه الخلافات كانت مدعاة لك ان تترك او تنشق عن الاخوان المسلمين؟

انا لم اترك الاخوان المسلمين ولم انشق عن الجماعة، انا عملت بما يلي : عندما جاء الربيع العربي شعرت اننا ذاهبون الى مفاصلة وفوضى وقدمت فكرة ان ننجي الاردن من تلك الفوضى التي يمكن ان تنزلق اليها كل البلدان العربية طبعا تلك الفوضى لم تكن قد بدأت بعد، ولكنني تنبأت بالامر ووضعت تحليلا بنسبة ما ان الحركة الاسلامية فازت في كثير من الدول العربية وكنت اشعر ان ذلك الفوز مهم ويضع الجماعة تحت دائرة الضوء لان الدولة العميقة لن تسمح بذلك ورأيت ان لا تتسلم الحركة الاسلامية المشهد او تتسيده لان العالم باجمعه سيكون ضدنا فانا هنا في الاردن طرحت فكرة واسميتها مبادرة البناء الوطني التي اطلق عليها زمزم بحيث ان نذهب بالاردن الى طريقة سلمية عبر اصلاح سياسي تشترك فيه كل الاطراف بلا استثناء والنظام السياسي او الحاكم ان يكون من هذه الاطراف المشاركة وان نجلس على الطاولة ونتحاور جميعا لشكل الاردن الجديد ونبدأ صفحة جديدة ، والفكرة كانت مقبولة لدى كل الاطراف ، لكن قيادة الحركة الاسلامية في ذلك الوقت كانت ضيقة الافق ولم تفهم الرسالة جيدا وقالوا حينها ان هذه المبادرة اذا نشأت سوف تسحب البساط من تحت جماعة الاخوان المسلمين رغم انني قلت ان الاخوان المسلمين طرف في المبادرة وهنا قالوا امامك حلين اما ان تلغي المبادرة او ان تكون المبادرة تابعة لجماعة الاخوان المسلمين فقلت حينها ان المبادرة اذا كانت تابعة للاخوان المسلمين فانها لم تعد مبادرة وطنية لان احدا لن يأتي اليها ولماذا ياتون الى الاخوان؟! وكان طلبي ان تكون جماعة الاخوان طرفا في المبادرة مثل كل الاطراف دون استثناء وانا استشهدت بمثالين في العالم في لحظة التغير وهما مبادرة المائدة المستديرة التي تمت في اسبانيا بعد الحرب الاهلية مع الدكتاتور فرانكو ولذلك الملك كارلوس هناك كان جزءا من المائدة المستديرة التي دخلت فيها كل الاطراف الصغيرة والكبيرة على نظام جديد ليحكم اسبانيا وهو ما يشبه الملكية الدستورية اما الفكرة الثانية الناجحة وهي التي تمت في بولاندا فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي بدأت هناك صفحة جديدة وعملوا نفس مبادرة المائدة المستديرة ولم يكن هناك رأس طاولة وكانت كل الاطراف مشاركة في مستقبل بلدهم القادم الصغير منهم والكبير ، هذه الفكرة التي حاولت طرحها في مبادرة البناء الوطني واعلنت الفكرة وسرت بها ورفضت ان تكون المبادرة تحت مظلة احد لا الحركة الاسلامية ولا غيرها ، هنا الاخوان اصدروا قرارا بفصلي مع انها مبادرة فقط. قلت لهم هذه هي المبادرة تفحصوها واذا كان هناك افكارا لا تعجبكم يمكن ان اغيرها فقالوا انهم غير معترضين على الافكار ولم يجدوا اي فكرة تصادم الحركة فقلت انني اريد ان اطرح الفكرة لكل الشارع الاردني ولكل الشخصيات الاردنية للرسميين وغير الرسميين والحكوميين والمتقاعدين واليساريين والقوميين والاسلاميين والذين ليس لديهم اي اتجاه اذا رغبوا المشاركة ولكنهم لم يستوعبوا الامر وفصلت بسبب هذه المبادرة فقط.

اذا زمزم انشئت لتبني فكرة الملكية الدستورية، هل فصلت بسبب المبادرة وتبني الملكية الدستورية ام لان الجماعة اعتبروه عملا منفردا وكانوا يريدون تبني الفكرة تحت مضلتهم؟


مبادرة زمزم هي في الاصل كانت تتبنى شعار الملكية الدستورية وهي عملت شرخا داخل الحركة الاسلامية لان الحركة تبرأت من الفكرة مع انها كانت بموافقتهم واذنهم وانا كنت عضو مكتب سياسي داخل الجماعة وكنت مسؤول الدائرة السياسية والاعلامية في جماعة الاخوان المسلمين وجبهة العمل الاسلامي ايضا واعلنت المبادرة باتفاقهم جميعا ولذلك هم حلوا الدائرة السياسية التي كنت مسؤولا عنها واعلنوا رفضهم للمبادرة وكان هذا في العام 2009.

هنا عملت فكرة جديدة لان الربيع العربي بات على الابواب فكرة خفيفة يتقبلها كل الاردنيين وهذا ما تم ، وانا اقول ان هذه الفكرة كانت القشة واعتقد ان هناك تراكمات سابقة واعتبروا وكأنني اريد ان انشئ تنظيماجديدا وهي كانت مجرد مبادرة
هل فصلت لوحدك؟.

فصلوا 3 شخصيات برأيهم هي الشخصيات الرئيسية التي تبنت المباردة وكنت انا احدهم واصدروا تعميما ان اي حد يتعامل مع هؤلاء الثلاثة سيتعرض للفصل.
اذا السبب كان فكرة الملكية الدستورية ، لماذا الملكية الدستورية لماذا لا تفكر بامر مختلف؟

انا لازلت اطالب الملكية الدستورية لانها برأيي هي الحل الديمقراطي واقرب حل مناسب للاردن على نظام الملكيات الاوروبية تقريبا بحيث يتم الاحتفاظ بالنظام الملكي بطريقة ديمقراطية وان يكون هناك انتخابات حقيقية باحزاب مرخصة وبرلمان مشكل من تلك الاحزاب وليس من عشائر او قرى وغيرها والاحزاب التي تفوز وتشكل اغلبية هي من تشكل حكومة سواء لوحدها او بالتحالف مع احزاب اخرى
.
هل الاردن مهيئ لمثل هذه الافكار؟
برأيي النضج يتم بالتدرج بحيث لا نقفز مرة واحدة لاعلى درجة ولكن ان نسير بهذا الاتجاه حتى ينضج ونذهب تدريجيا الى الديمقراطية بحيث يعبرالاردنيون عن انفسهم بادارة انفسهم واذا انشأنا نظاما سياسيا مستقرا متفق عليه من جميع الاطراف سنمضي فعليا بالاصلاح لان الملكية الدستورية لا تستثني احدا وليست قائمة على لون فكري او ايدولوجي وهو نظام ديمقراطي يستوعب كل الافكار وكل الاتجاهات السياسية الموجودة في الاردن وكل واحد يظهر من خلال قدرته على تحصيل تأييد الجماهير الى البرلمان.

ولكن في ظل الاوضاع الحالية في المنطقة هل يسمح الحال لمثل هذه الافكار؟

انا ادرك ذلك وادرك ان المشهد العربي لن يتقبل فكرة الملكية الدستورية لكن الاردن احد اوراق قوتها ان تشرع ببناء ديمقراطي متدرج وسوف يحترمه العالم العربي والعالم ككل اذا سارت في درب الديمقراطية دون ان نكون اعداءا لاي طرف عربي.


برأيي فكرة الديمقراطية فكرة محايدة غير تابعة للون سياسي والديمقراطية تنمو وتنضج خلال المعايشة والواقع ولا يمكن ان تنضج بالورق والتنظير وجربنا افكارا كثرة جميلة ولكن اذا لم نشرع بتطبيق هذه الافكار على الارض لن تنضج. انظر الى اوروبا الم تكن غارقة بالدكتاتورية وكيف زحفت تجاه الديمقراطية واصبحوا يتغنون الان بالحرية ، كان هناك مصاعب وعراقيل واجهوها امام تطبيق هذه الحالة ولكننهم شرعوا بالطريق وساروا على الدرب ونحن لماذا لا نشرع بالامر حتى ينجح وانا بتقديري انا لا ارى اي شيء آخر او بديل عن مثل هذه المبادرة في المستقبل

لم اطرح الملكية الدستورية او زمزم كفكرة معارضة لاحد وانا اردت ان تكون كل الاطراف راضية لانه اذا لم يكن هناك رضا عام فان الفكرة لن تنجح .

ولكنها بتقديري فشلت الفكرة وانت تركت زمزم؟
لم تفشل والفكرة لا زالت موجودة وزمزم تحول الى حزب كاداة من ادوات الفكرة والمهم ان تبقى الفكرة
وانا لم اترك زمزم انا حاولت انشاء حزب سياسي يحمل هذه الفكرة وعندما انشئت الفكرة من جديد اردت ان يكون هناك حزبا كبيرا يتبنى هذه الفكرة حتى تتسع
واكرر ان زمزم لم ينته بل ائتلف مع حزب آخر لتوسيع الاطار وهو الائتلاف الوطني

ولكن في فترة من الفترات اسم زمزم كان يتردد كثيرا ولكنه الان لم يعد كما كان؟
فكرة زمزم ظلت موجودة رغم ان الفكرة حوربت من جهات كثيرة ليس لجوهر الفكرة لانها لا تعادي احدا وانما لا يريدون اي قوة اخرى ان تحل محل القوة التقيلدية وكان برأيهم ان طرفا بهذا الفكر قد يحل محل الافكار التقليدية وكل من يعتقد ان حصته ستتأثر سيعادي الفكرة من هذا المنطق

عودة الى جماعة الاخوان المسلمين وحزبها السياسي نلاحظ ان جل الحمائم خرجوا من الحركة بينما بقي الصقور؟

الصقور والحمائم اشتركوا في الجماعة وحزب جبهة العمل الاسلامي وطبيعة الحركة السياسية يذهب اناس وياتي غيرهم لكن الفكر الذي يحمله يبقى وحقيقة فكرة الصقور والحمائم هي اطلاق خارجي
وهل جوهر الخلاف كان لشعور ان الجماعة لها ارتباطات خارجية على حساب المصلحة الوطنية؟


كان هذا جزءا من الخلاف ، فالحزب السياسي جزء من الدولة ونظام الدولة والارتباطات الخارجية لم تعد مقبولة سياسيا ، الفكرة العامة فكرة مشتركة وليس لها حدود لكن الحزب السياسي داخل دولة يجب ان يكون جزءا من الدولة وتابعا لنظامها وان يكون وطنيا خالصا وفعليا هذا الامر كان نقطة خلاف لان بعض الاخوان لم يفرقوا بين الفكرة والحزب لذلك كانت بعض الجهات تحمل افكارا ضد الجماعة باعتبار اننا عالميون ولنا اتباع وحركات وغير ذلك وكان هذا جزءا من الخلاف الموجود

ولكن جماعة الاخوان حركة منحلة فلماذا تشارك حزب جبهة العمل الاسلامي نشاطاته خصوصا في المؤتمرات؟
 

حزب الجبهة هو الاطار السياسي وجماعة الاخوان هي فكرة ولم يطرح الجماعة انفسهم كحزب سياسي ولا نستطيع ان نقول انهم حزب منحل وما زال حزب الجبهة قائم فهو الحزب السياسي

هل ينسقون مع حماس وهل يتلقون الدعم منها؟
حماس كانت جزءا منظما من الحركة الاسلامية في الاردن قبل ان يستقلوا ، فاستقلوا، لكن من الناحية سياسية يبقى الاردن بالنسبة لهم ساحة مهمة جدا وهو اقرب بقعة للحدود مع فلسطين ولن يتركوا الاردن خارج نشاطهم ومن غير المعقول ان يكون لهم نشاطا في قطر او تركيا ولا يكون لهم نشاطا في الاردن ويجب ان يكون هناك دعم للحركة الاسلامية التي كانوا جزءا منها
واكرر حماس كانت جزءا من الحركة الاسلامية ويقدمون تقريرهم السياسي كل سنة لغاية سنة ال2000 مع انهم فعليا استقلوا في 2006 وطرحوا انفسهم كفصيل فلسطيني وكل جهدها السياسي ونضالها موجه الى فلسطين المحتلة لكن هناك عدد كبير جدا من افراد الحركة الاسلامية ميولهم تجاه حماس وهذا شيء طبيعي ولا يعتبروا ان ميولهم تجاه فلسطين تتعارض مع كونهم جزءا من الاردن ، يكون هناك اختلاف في كيفية ترتيب الاولويات وهنا الفرق فقط اما نصف الشعب الاردني من اصول فلسطينية لا يمكن ان تلغي اشواقه تجاه بلده المحتلة وهذا سياسيا مفهوم ، الحالة التي اطرحها ان لا يكون اي حزب سياسي او حتى النظام السياسي مستقلا عما يجري في فلسطين ولا يمكن ذلك لكن يرأي ان لا ننسى اننا جزء من الدولة الاردنية ويجب ان يكون هذا الفهم السياسي موجه لتنظيم الدولة باتجاه ماهو الموقف السياسي او كيف يكون الضغط سياسيا على الدولة ليكون موقفها سياسيا وليس تبعية او جزئية من شعب الدولة الى حزب آخر او نظام آخر وهذا لا يجوز ، كيف نكون جزء من الدولة الاردنية وبنفس الوقت لا نلغي اهتمامنا بالقضية الفلسطينية كأولوية عربية واسلامية .
هل واجهت الحركة الاسلامية ضغوطات عربية؟
كان هناك حملة عربية عامة وعالمية ايضا تجاه دور الحركة الاسلامية السياسي وبرأيي كان هناك حملات منسقة ضد كل وارق النجاح الذي تم سواء في مصر والانقلاب على فكرة النجاح التي تمت وفي تونس ايضا حتى في المغرب صار هناك تخوف شديد من الانظمة العربية اولا وتخوف عالمي ايضا ولذلك اعتبروا ان هذا الظهور الاسلامي الذي يصل الى انظمة ودول لم يكن مرضيا عنه في كل القوى السياسية والاقليمية

الربيع العربي كان مرعبا لانه سوف ياتي بفرز شعبي يستمد قوته من شعبه وهنا الغرب لم يكن معتادا عليه بل كان معتادا على انظمة تأتمر بامرها هو من يعين وهو من يدعم لذلك استقلال العالم العربي عبر ايجاد انظمة سياسية جديدة مفروزة شعبيا تلتف حول شعبها برأيي هذا لا يناسب مصالحها واكثر مصلحة يرونها الان مهددة بهذا الامر هي الكيان الصهيوني وهذه حقيقة سياسية
 
برأيك هل القفز الى الحكم كان صوابا او التدخل مباشرة بانظمة الحكم؟

برأيي لا يمكن ان تقوم بعمل لست قادرا عليه فالعمل السياسي هو عمل بنائي يبنى حجرا حجرا لذلك لا يمكن ان تكون بمواجهة العالم فالمواجهة مع الانظمة الداخلية والقوى السياسية الداخلية ليست الحل لذلك انا طرحت اننا في الدول العربية بحاجة الا نذهب الى المواجهة مثلما حدث في سوريا واليمن وليبيا فمهما كان هذا الوجه لنا حق فيه الا ان الكل خسران هنا وانا الفكرة التي طرحتها هي ان نجنب الاردن الذهاب الى مستنقعات من الدم لذلك انا طرحت فكرة سياسية شعبية الاصل ان لا يعاتبني عليها احد وانا طرحت ألا نذهب الى مواجهة مسلحة وان لا نقلد التجارب التي حدثت في المنطقة حتى لو رأى كل طرف انه على حق ، نحن بحاجة الى تغيير سياسي ليس دمويا لان من يتيح لنفسه ان يصل بالدم سيكون معرضا ان يقلب عليه بالدم ومن يصل بالانقلاب فهو شرعن الانقلاب .

هل ترى ان النظام التربوي والتعليمي في الاردن جيد؟

لا نظام تربوي في الاردن تقدم ولا جامعات تتقدم ولا حتى مخرجات التعليم العالي مؤاتية ولا تراجع لارقام الدين او البطالة فارقامهما تتعاظمان والاقتصاد يتهاوى والتعليم في تراجع لذلك الحكومات فاشلة فمالذي تعمله؟!
تعليم القطاع الخاص يلغي دور الدولة فاين الدولة الاردنية وانا كنت ضد تعملق القطاع الخاص خصوصا في القطاعين التربوية والصحي لان هذا شان عام لكل المواطنين لا يجوز الا يتعلم الفقير او الا يتعالج، لذلك الدولة يجب الا تستغني عن تقديم التعليم الجيد لكل افراد الشعب وان تقدم العلاج لكل مريض بنفس مستوى الخدمات المقدمة للغني والفقير ، لا يجوز ان يتعالج الغني اما الفقير لا يحصل على العلاج ومن يتعلم جيدا هم من اصحاب الاموال والجيوب المنتفخة بينما الفقراء وابناء الكادحين لا يحصلون على التعليم الجيد ولا يجوز ان يبقوا فقط عمالا .. هنا مفارقة عجيبة ومخالفة لمنطق التعليم والخدمات الصحية .

وانا ارى ان التعليم الخاص يزدهر مقابل تراجع التعليم الحكومي وهذا امر لا يجوز، فشرعية الدولة بقدرتها على التعليم الصحيح لكل فرد من افراد الشعب وان تقدم العلاج الصحيح بارقى المستويات وهذا يجب الا يكون تحت قطاع الخصخصة المتوحشة.
اذا انتم ضد الخصخصة؟
.
نعم الخصخصة نجّحت اشخاصا ولكنها لم تكن نجاحا للدولة او الامة والشعب، والدولة عندما تشرف على مرافقها بالطريقة الانسب فهذا افضل لها فمثلا البوتاس والفوسفات يجب ان لا تذهب الى شركات خاصة وهنا استعين بشركات خاصة لتحسين العمل لا ان اخصخص شركات حكومية ناجحة،
ومن يدير البوتاس الان والفوسفات هم ذاتهم من كانوا اعضاءا في الحكومة بمعنى ان هؤلاء المدراء اكتسبوا خبرتهم من الحكومة اي ان الحكومة كان لديها اشخاصا عندهم قدرة على ان يديروا هذه الشركات مقابل ان تبقى حكومية وان يعود النجاح للحكومة وليس للجيوب الخاصة لا بروناي ولا لغيرها
لا يمكن ان نستغني عن القطاع الخاص ولكن بالمقابل ان تصبح كل مؤسسات الدولة للقطاع الخاص هذا لا يجوز ، وانا لست مع خصخصة البوتاس والفوسفات والكهرباء ولا المياه ولا الاتصالات برأيي كل هذه الامور تمت بطريقة غير منصفة

انت تطالب الاحزاب، والان هناك فورة بوجود احزاب في الاردن هل هذا هو المطلوب؟

لا يمكن اصلاح فكرة البرلمان الا ان يصبح البرلمان مكونا من احزاب سياسية بمعنى من يأتي الى البرلمان يجب يكون جزءا من فريق وبرنامج سياسي وبالنسبة للاحزاب الحالية والناشئة الان سنراقب ونحكم على التجربة وفعليا هذه احزاب مدفوعة وبرأيي ستكون مؤقتة، فالاحزاب التي يتم العبث بها وتعمل بطريقة غير مدروسة سوف تفشل ، والاحزاب الصحيحة هي التي تنمي نفسها بنفسها ويتجمع الناس حولها وتنجح بقدرتها على تقديم افكار صحيحة مقبولة لدى الشعب وتنجح بتقديم برامج مناسبة ويجب ان تكون وظيفة الدولة تسهيل نجاح هذه الافكار لا ان تتدخل تدخلا متعسفا بكل تفصيلات الحزب. برأي الاحزاب بهذه الطريقة لن تنجح.


واذا اردت ان تفتح باب الاحزاب عليك ان تفتحه للجميع والشعب هو الذي يجب ان يحكم ولكن يجب ألا يستند الى نفوذ الدولة فيه لان الحكومات يجب ان تكون محايدة ، ووجود الاحزاب حاليا من حيث الاطار النظري الفكرة مقبولة ولكن التطبيق والتدخل والعبث لن ينجحها واقول هنا ان
طريقة الادارة تحتاج الى اعادة نظر ويجب ان يكون المغزى من تدخل الجهات الرسمية هو لانجاح الاحزاب وليس لان تكون مدجنة او تدار بطريقة متعسفة
بتقديركم هل تشعر بان هناك قصد من وجود الصقور في الحركات الاسلامية على حساب الحمائم؟
 
الخصوم السياسيين والمتنفذين واصحاب المصالح الذي خدموا مصالحهم من خلال موافقعهم يريدون ان يحتفظوا بهذه المواقع للابد واي فكرة تهدد وجودهم سيقفوا امام وجودها بقوة ليس لعدم صلاحية الفكرة ولا لوطنيتهم ولكن حصرا لمصالحهم الخاصة ، بمعنى ان النخب التي كانت مستفيدة من الوضع القائم لا يريدون ان يخسروا اوضاعهم لذلك شعرت ان الفكرة الوطنية الصحيحة التي تبحث عن وطنيين مخلصين يتاطروا ويشكلون قوة في خدمة بلدهم محاربين من اصحاب النفوذ وانا اؤيد ان هناك من النخب المتنفذة والمقريبين من اصحاب القرار يحبون ان يكون هناك تطرف واكثر ميلا لهذه الشريحة حتى يبقى لهم وجود لان وجودهم قائم على هذا النقيض واذا انعدم النقيض انعدم وجودهم وانا شعرت ان هؤلاء الذين حاربوا فكرة زمزم بشكل كبير وعبثوا بها هم من هؤلاء الناس الذين يريدون ان يبقى الوضع عما هو عليه حتى يبقى لهم وجود.
هل تستطيع ان توضع اكثر او تحدد ماهية هؤلاء الاشخاص.

هم من يقفون خلف المطابخ السياسية وهم فعليا اليسار المدجن وهم اقرب الناس الى المطبخ السياسي واكثر الناس حرصا على هذا الوضع وهم دائما اكثر الناس حربا على الاحزاب والفكرة الوطنية لانهم يعرفون الخطورة السياسية المنافسة لهم ، وشكلوا لوبي ضخم له مصالح وانا فعليا شعرت بهذا الامر، هم لا يريدون ابناء الوطن ان يعملوا لصالح الوطن ، ان صعود هذا الفريق مصحوب بأسوأ درجات الفشل الحكومي لانهم هم اصلا جزء من عملية اختيار القيادات الحكومية .
وماذا تقول عن الادارة المالية؟
؟
برأي لاتزال المعادلة المالية او النظام المالي تشوبه الكثير من الشبهات واصبح الاعتماد الكلي على جيب المواطن عبر الضرائب وانا برأيي هذه علامة فشل فالانتاج يقل على الصعد كافة وهذه نظرة قاصرة ومؤقته بمعنى ان هذا التعامل قصير النظر ، التعامل الاقتصادي الصحيح يجب ان يعنى بزيادة الانتاج وقدرة المواطنين على العمل وكلما زاد الانتاج زاد الايراد وليس بارتفاع الضريبة ، حتى ان الضريبة تزيد حصيلتها بزيادة الانتاج ولكن هنا الانتاج يقل والضرائب تزداد ، كما ان الموظفين في الاردن يعملون لكي يدفعوا الفواتير ، ومع محدودية دخلهم يدفعن قسط شقة واخر لتعليم الابناء والمواصلات والطاقةوالمياه والكهرباء وغيرها، فكيف سيغطي المواطن هذه النفقات لذلك الاعتماد على هذه النظرة قصيرة الامد بزيادة الحصيلة الضريبية تزيد من كلفة الدولة ، نعم يزداد الانفاق ويقل الانتاج وحلهم لردم هذه الفجوة بزيادة الضرائب ، برأيي التعامل مع هذا الملف تعامل غير ناجح وقصير النظر وليس له افق اقتصادي مبشر حتى هذه اللحظة.
الحل كيف نقدم للاجيال الجديدة واسطة نجاح برأيي الحل ليش بالشكليات ولا بالشعارات والحل كيف نضح ابنائنا والجيل القادم على الطريق الصحيح واول خطوة هي ان يصبح الاردنيون هم شركاء في ادارة مواردهم وحمايتها والا يكونوا عالة لا على الدولة ولا على احد وان ندير مقدراتنا بالمعادلة الصحيحة وان يكون الانفاق بقدر انتاجنا وهذه العملية شاقة.
الاجيال الجديدة يجب ان تنظر الى هذه المسألة بشكل واقعي خارج اطار اللامبالاة ولن يستطيع الشعب ان يكون مؤثرا الا من خلال التجمع المنظم وتشكيل قوة حاضرة بحيث لا تقضى الامور وهم غياب من خلال احزاب او تجمعات او جمعيات وان لا يبقوا افرادا ضائعين مثل الايتام على موائد اللئام، والقلة المنظمة تستطيع ان تكون فاعلة في القرار والاثر اكثر من الجمع الهائم .
كيف يحمون وطنهم ومقدراتهم التجمع هو الخطوة الاولى نحن نتنافس على مصالح او بلد منكوب فهناك صراع شديد على المواقع والمكاسب الفردية في ظل تدهور مريع ومشكلتنا في توريث المناصب وحتى لا نبقى ننظر الى المشكلة عن بعد واذا شخصنا هذا المرض والتوريث البشع الذي يتم نستطيع ان نواجهه بقوة الجمع المنظم المؤثر الفاعل ولكن مشكلتنا لا نعمل جماعي بل فرادى ونبقى نبكي ، لا احد يقدم لك النجاح على طبق من ذهب ولا يجوز الانتظار حتى تنزل عليهم العدالة بمائدة جاهزة فهذا لن يتم ، نحن نحس بالمشكلة ولكن لا نعمل ، الحرية تنتزع ولا احد يعطيك اياها الا اذا طلبتها ، ولو كان لدينا حرية او ديمقراطية لما كنا في هذا الوضع وعلينا ان نقارن انفسنا بالاسوأ قارن نفسك بالافضل نحن شعب حي يجب ان لا ننظر الى الاموات بل ان ننظر الى الذين نجحوا وهناك تجارب ناجحة ، لماذا ارواندا شعب خارج من حرب اهلية قبل سنوات يحققون الان النجاح ولماذا سنغافورا انتقلت من بلد عصابات الى الدولة الاولى في العالم بالنظام والديمقراطية
.