جعجعة الاعلام وطحين الرياضة!

{title}


كنت أتنفس الرياضة، واختنقت بالاعلام الرياضي، ومنذ قيادة المدرب المصري الراحل محمود الجوهري، للمنتخب الوطني، ومروراً بالمدرب العراقي عدنان حمد وآخرين، وانتهاء به، واتحاد كرة القدم يمطرنا بكلام ووعود بالتأهل لكأس العالم، وكلما جاءت تصفية، خرجنا منها، بـ"سواد الوجه"، باستثناء التأهل لملحق البرازيل ٢٠١٤.
الماكينة الاعلامية الاردنية، ما تزال تواصل هديرها، وزاد في الجعجعة، نشطاء على الفيسبوك، وكأن "النشامى" تأهلوا للمرة الأولى، فنندب الحظ، لأننا أخفقنا في المرة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة!.
بعد اجراء القرعة وإعلان هوية الفرق ضمن المجموعات لبطولة كاس آسيا، حيث جاء منتخبنا مع نظرائه كوريا ج والبحرين وماليزيا، أعدنا اسطوانة الجعجعة والبهرجة، حول حظوظ المنتخب والانتقادات هنا وهناك، وكأن شيئاً جديداً سيتحقق، ويرسم الفرحة على وجوه الاردنيين العابسة، حيال الرياضة وغير الرياضة، وما أكثرها.
إبّان قيادة الجوهري للمنتخب، أقسم مصريون أن الجوهري سيؤهلنا الى كاس العالم، وصار القسم "نكتة"!.
وفي دردشة أجريتها مع الكابتن العراقي حمد، قلت له "يا كابتن هذه فرصتنا الأخيرة للتأهل، وإلا لن نتأهل بعد ٥٠ سنة"، شعرتُ وكأنني جرحته، فقال بلهجته "ليش انتوا يالأَردونيين دايماً متشائمين"؟!. قلت لسنا متشائمين، لكن لأننا لا نستثمر الفرص، وإداراتنا لا تحسن التخطيط.
نعم، تأهلنا للملحق، ولكن لحقنا بالمنتخبات التي خرجت مبكراً.
باختصار، أقول للزملاء الاعلاميين والأردنيين الناشطين على وسائل التكنولوجيا، لا تنتقدوا، ولا ترفعوا سقف التوقعات بأن يكون لنا حضور في آسيا، وأقصد هنا، الوصول الى النهائي، أو على الأقل النصف نهائي، وإلا لماذا المنافسة من أصلها، التي لا يكون لنا فيها طحيناً، ولماذا هذه "المراجدة الاعلامية"؟!