استراتيجيا.. الاردن في عين العاصفة
احدى الحقائق الثابته حول العرب والمسلمين في عصرنا الراهن انه في غياب وجود دولة عربية واحدة قوية او دولة اسلامية موحدة قوية لن تستطيع الامة امتلاك اسباب القوة والمنعة في وجه الاعداء وستبقى دولا لا قيمة لها في حسابات القوة والنفوذ.
ان التحولات الضخمة باتجاه التطرف التي شهدها مجتمع الكيان الصهيوني في فلسطين وضعت العديد من الدول العربية في واجهة الخطر المحدق وخاصة الاردن. ان حكومة اليمين الفاشي المتطرف في الكيان تمتلك قدرات كبيرة على تنفيذ سياساتها فهي لا تأبه بالمواقف الدولية وبالتالي لن تتمكن اية قوة في العالم من وقفها عن تنفيذ ما تشاء ، كما انها تمتلك جيشا قويا اغدقت عليه الدول الغربية بالغالي والنفيس من الامكانيات والقدرات العسكرية.
اذن اصبحت المعادلة واضحة تتكون اطرافها من حكومة يمينية متطرفة وجيش قوي مسلح باكثر اسلحة العصر فتكا وغرب غارق في مشاكلة ومعاييره المزدوجة ودول عربية تدار كدول وكجيوش كما كانت تدار منذ مئات السنين بلا حول ولا قوة.
انها حقا معادلة خطيرة سمحت في الماضي وتسمح الان لتفوق الكيان ومنحه القدرة الواسعة على التحرك وتحقيق اهدافه كما يشاء.
ان من غير الصواب اعتبار ما يصدر عن الكيان من مؤشرات على نواياه تجاه الاردن بانها مواقف من الممكن مواجهتها بالاستجداء من العدو ليرأف بحالنا، او مناشدة الامريكان ليمنعوا العدو من ايذائنا.. ان نوايا العدو واضحة وخريطة الوزير المتطرف تشي بالكثير حول النوايا.. والحلول بالنسبة لنا لمواجهة الموقف محدودة جدا وتكاد تنحصر في خيار واحد وهو استنهاض همة الشعب وتسليحه واتخاذ اجراءات محددة لاعداد المجتمع للحرب وتمكينه من القيام بدور فاعل جدا في المواجهة، وليس دفن الرؤوس كالنعامة في الرمال وتوهم ان الامور تسير حسب ما نرغب..
ان مجرد شعور العدو ان الدولة تتهيأ للمقاومة سيردعه وتجعله يتحسب من
الشروع بالعدوان علينا، وان عدم السماح للشعب بالاستعداد للمواجهة سيعني شيئا واحدا وهو التقصير المدمر في استشراف ما سيحدث او عدم اجراء اي شي نتبجة الخوف والرعب من العدو وفي كلتا الحالتين تسمى النتيجة جريمة بحق الوطن.