الملك يعقد قمة مع الرئيس الأمريكي ويؤكد: الحرب على غزة يجب أن تنتهي
الملك: الحرب على قطاع غزة تعد واحدة من أكثر الحروب تدميرا في التاريخ الحديث.
الملك: أي هجوم إسرائيلي على رفح من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى.
الملك: ننظر إلى خطر تهجير الفلسطينيين المحتمل بقلق شديد وهو أمر لا يمكن السماح به.
الملك: القيود المفروضة على المساعدات الإغاثية والطبية تسببت بتفاقم الوضع الإنساني المأساوي بغزة.
الملك: يجب استمرار تلقي "الأونروا" الدعم المطلوب لتمكينها من القيام بدورها ضمن تكليفها الأممي.
الملك: التصعيد المستمر للمستوطنين المتطرفين والتوسع في بناء المستوطنات سيؤديان إلى الفوضى بالمنطقة بأكملها.
الملك: الحلول العسكرية والأمنية ليست الحل ولن تقود أبدا إلى السلام.
الملك: علينا العمل مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي على تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بغزة والبدء فورا بالعمل لإيجاد أفق سياسي.
جوترند- قال جلالة الملك عبدالله الثاني خلال قمة عقدها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الحرب على قطاع غزة "التي تعد واحدة من أكثر الحروب تدميرا في التاريخ الحديث" لا تزال مستمرة، مؤكدا أنه "لا يمكننا أن نقف متفرجين وندع هذا الوضع يستمر".
وأكد جلالة الملك في تصريحات صحفية مشتركة عقب القمة التي عقدت، أمس الاثنين، في البيت الأبيض بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم الآن، مشددا على أن "هذه الحرب يجب أن تنتهي".
وبين جلالته أن نحو 100 ألف استشهدوا أو أصيبوا أو أصبحوا في عداد المفقودين، الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال، محذرا من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى.
وأضاف جلالة الملك "فالوضع الحالي لا يمكن احتماله بالنسبة لأكثر من مليون شخص تم تهجيرهم إلى رفح منذ بداية الحرب"، مؤكدا أن الأردن ينظر إلى الخطر المحتمل بتهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة والضفة الغربية بقلق شديد وهو أمر لا يمكن أن يتم السماح به.
وحث جلالته على العمل بشكل طارئ وعاجل لضمان إيصال المساعدات بكميات كافية وبصورة مستمرة إلى قطاع غزة عبر كل المداخل الحدودية وبشتى الآليات الممكنة، معربا عن شكره لدعم الولايات المتحدة لهذه الجهود.
ونوه جلالة الملك إلى أن القيود المفروضة على المساعدات الإغاثية والطبية الحيوية تسببت بتفاقم الوضع الإنساني المأساوي في غزة.
وأكد جلالة الملك وجوب استمرار تلقي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" الدعم المطلوب لتمكينها من القيام بدورها ضمن تكليفها الأممي، معتبرا أن أية وكالة أممية لا تستطيع أن تقوم بالعمل الذي تقوم به "الأونروا" لإغاثة سكان غزة في هذه الكارثة الإنسانية.
وبين جلالته أن عمل وكالة "الأونروا" حيوي أيضا في مواقع أخرى بخاصة الأردن، التي تقدم خدماتها لنحو 2.3 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في المملكة.
وأكد جلالة الملك ضرورة عدم تجاهل الوضع في الضفة الغربية والأماكن المقدسة بالقدس، مضيفا أن نحو 400 فلسطيني استشهدوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول الماضي، منهم حوالي 100 طفل، في حين أصيب أكثر من 4 آلاف آخرين.
واعتبر جلالته أن التصعيد المستمر للمستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية والأماكن المقدسة في القدس والتوسع في بناء المستوطنات غير القانونية سيؤديان إلى الفوضى بالمنطقة بأكملها.
وأوضح جلالة الملك أن الغالبية العظمى من المصلين المسلمين لا يسمح لهم بالدخول إلى المسجد الأقصى، كما أن الكنائس قد أعربت عن قلقها حول القيود المتزايدة وغير المسبوقة بالإضافة إلى التهديدات.
وأشار جلالته إلى أنه لا يمكن القبول بالفصل بين الضفة الغربية وغزة، مبينا أن سبعة عقود من الاحتلال والقتل والدمار بصورة لا شك فيها أثبتت أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دون أفق سياسي، وأن الحلول العسكرية والأمنية ليست الحل ولن تقود أبدا إلى السلام.
وبين جلالة الملك أن قتل المدنيين الأبرياء، بما في ذلك هجمات 7 تشرين الأول لا يمكن أن يقبل به أي مسلم، منوها إلى أهمية ضمان ألا يتكرر رعب الأشهر الماضية الذي يجب ألا يقبل به أي إنسان.
وقال جلالته "علينا العمل مع شركائنا من الأشقاء العرب والمجتمع الدولي على تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والبدء فورا بالعمل لإيجاد أفق سياسي يؤدي إلى السلام العادل والشامل وفقا لحل الدولتين".
وأكد جلالة الملك أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش إلى جانب إسرائيل بأمن وسلام، هو الحل الوحيد الذي سيضمن الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين وللمنطقة بأسرها.
وأشار جلالته إلى القيادة المحورية للرئيس الأمريكي في التعامل مع هذا الصراع، مؤكدا أن الأردن كما هو دوما مستعد "للعمل معكم لتحقيق السلام".
وفي مستهل حديث جلالة الملك، أكد أن زيارته تحمل معنى إضافيا، إذ يحتفل الأردن والولايات المتحدة الأمريكية بمرور 75 عاما على الشراكة الاستراتيجية الاستثنائية بينهما، وقال "كنا نأمل أن نشهد هذه المناسبة المهمة في ظل ظروف أفضل في منطقتنا وفي العالم".
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في التصريحات الصحفية المشتركة أن العمليات العسكرية في رفح يجب ألا تستمر دون وجود خطة واضحة لضمان أمن أكثر من مليون شخص لجأوا هناك.
ونوه الرئيس بايدن إلى وجود العديد من النازحين في رفح منهم من تم تهجيرهم عدة مرات وفروا من العنف في شمال القطاع لكنهم اليوم في رفح ويحتاجون إلى الحماية، وزاد "قلنا بوضوح من البداية إننا نعارض أي تهجير للفلسطينيين من غزة".
وقال إن "غالبية الفلسطينيين الذين قتلوا في هذا الصراع والذين يقارب عددهم 27 ألفا، هم من المدنيين الأبرياء والآلاف من الأطفال، يضاف إلى ذلك عشرات الآلاف ممن ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه وخدمات أساسية أخرى".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن "العديد من العائلات فقدت أكثر من شخص واحد من أفرادها، ولم تستطع تقبل العزاء فيهم أو حتى دفنهم، لأن القيام بذلك ليس آمنا. كل شخص بريء في غزة يعيش مأساة".
وأوضح أن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى اتفاق لتحرير الأسرى بين إسرائيل وحماس والذي قد يفرض وقفا لإطلاق النار لفترة جيدة بالنسبة لسكان القطاع قد تمتد لستة أسابيع.
وبين الرئيس الأمريكي أنه يمكن الاستفادة من ذلك في بناء اتفاق أكثر استدامة، وذلك لضمان تحقيق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين عبر حل الدولتين "كما ناقشت مع جلالة الملك اليوم".
وأشار الرئيس بايدن إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تهيئة الظروف الملائمة للسلام الدائم، لافتا إلى أن الحديث تناول كيفية ضمان أمن إسرائيل وتحقيق تطلعات الفلسطينيين بنيل دولتهم.
وقال "إن هذا هو المسار الوحيد الذي يضمن أمن إسرائيل على المدى الطويل، ولتحقيق ذلك، يجب على الفلسطينيين أيضا اغتنام الفرصة"، مضيفا "نحن لا نأمل فقط بأن يتحقق السلام، بل نعمل بشكل مشترك لتحقيقه وتحقيق الأمن والكرامة لدى الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأشار بايدن إلى أن مباحثاته مع جلالة الملك تناولت كيفية إدخال مساعدات إنسانية بكميات أكبر، مبينا أنه عمل منذ بداية الصراع مع فريقه دون كلل لإدخال مساعدات أكثر إلى القطاع.
وبين أنه تحدث باستمرار مع الشركاء في المنطقة بما فيهم جلالة الملك لتسهيل عبور المساعدات إلى القطاع وتأمين وصولها لمن يحتاجها، وقال "نعمل على فتح معبر رفح وتصحيح الإجراءات، ونؤكد ضرورة أن يبقى المعبر مفتوحا كما نسعى لإيجاد مسارات أخرى أيضا".
وأشاد الرئيس الأمريكي بجهود جلالة الملك في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة ودعم الإمدادات الطبية التي كان القطاع بحاجة ماسة إليها، معتبرا أن القيادة الأردنية جديرة بالثناء لالتزامها في دعم الجهود الإنسانية.
وأعرب الرئيس الأمريكي عن امتنانه لصداقة الملك، وقال "عرفنا بعضنا البعض منذ سنوات عديدة، وكان جلالة الملك صديقا عزيزا طوال هذه السنوات وشريكا متينا إلى جانب الملكة، وقائدا محبوبا لشعبه"، مؤكدا أن الشراكة بين الولايات المتحدة وحليفها الأردن قوية وصلبة.
وأضاف "نحن ممتنون لشركائنا وحلفائنا مثل الملك الذي يعمل معنا كل يوم لتعزيز الاستقرار الأمني في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، ويسعدنا أنا وجيل (السيدة الأولى) أن نرحب به وبالملكة وولي العهد في البيت الأبيض اليوم".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى دور جلالته "الفريد" وإلى دور الأردن كوصي على الأماكن المقدسة بالقدس.
وحضر القمة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، والسفيرة الأردنية في واشنطن دينا قعوار، وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين.
وكان جلالة الملك، وصل إلى البيت الأبيض ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، إذ كان في استقبالهم الرئيس الأمريكي جو بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن.
والتقت جلالة الملكة رانيا العبدالله، بالبيت الأبيض، السيدة الأولى جيل بايدن .