الخدمات الطبية في ميداني غزة تتجاوز التدخلات الجراحية إلى معالجة يومية
جوترند- يبذل الأردن أقصى جهوده سعيا لمساندة الأهل في غزة منذ بدء عدوان الاحتلال على القطاع، ولم يوفر جهدا في سبيل إسناد الغزيين بكل ما أوتي من قوة، من خلال الإنزالات الجوية التي اخترق من خلالها الحصار المفروض على القطاع تارة، وبقوافل المساعدات عبر معبر رفح تارة أخرى
ولم يكتف الأردن بمستشفى ميداني واحد في القطاع، فجراح الغزيين غائرة في قلوب الأردنيين، ما دفع باتجاه إقامة مستشفى ميداني غزة /2 في خان يونس ليسهم في لأم جراح أهلنا وليكون عنصر دعم طبي ونفسي لصمود الغزيين في وجه وحشية الاحتلال.
ورغم أن المستشفى الميداني الأردني في شمال غزة تعرض لقصف الاحتلال ورغم إصابة كوادر أردنية في ذلك القصف، إلا أن الأردن أبى إلا أن يكون متواجدا مع أهلنا في غزة على الأرض. مصرا على إدامة عمل المستشفى من خلال الإنزالات الجوية للمواد الطبية والمواد اللازمة لإدامة العمل بإصرار وعزيمة.
والاستهداف الذي وقع لمحيط المستشفى الميداني الأردني، وأصيب فيه 7 من كوادر المستشفى، يأتي ضمن سلسلة محاولات إنهاء مرتكزات الحياة في غزة وإجهاض صمود الغزيين بوجه آلة القتل الصهيونية، لكن الأردن رد الضربة بإنشاء مستشفى آخر ليؤكد على موقفه المتجذر والداعم للفلسطينيين.
ومنذ بدء عمل المستشفى الجديد في خان يونس، في 29 من تشرين الثاني الماضي وحتى الـ21 من كانون الأول الحالي، استقبل 15474 حالة. كما أجرت كوادر المستشفى 4473 عملية جراحية، بمعدل 203 عمليات جراحية يوميا.
ويستقبل المستشفى الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي والتي يتم تحويلها من مجمع ناصر الطبي، وحسب أهمية الحالة، بناء على اتفاق مع مدير عام مستشفيات قطاع غزة الدكتور محمد الزقوت، فالمستشفى يعمل بما يخدم المصلحة العامة في غزة، وسعيا لتحقيق الفائدة الأكبر من كوادره.
ورغم أن المستشفى الميداني غزة / 2 في خان يونس هو مستشفى جراحي، ومخصص لاستقبال الحالات التي تحتاج تدخلا جراحيا، إلا أنه يستقبل الحالات الطارئة من المواطنين، خصوصا حالات إصابات الحرب.
وتؤكد إدراة المستشفى ان الميداني غزة / 2 في خان يونس يستقبل الحالات الطارئة على مدار الساعة. ويعمل طيلة أيام الأسبوع، ولا يغلق أبوابه أبدا، فالحدث جلل والإصابات تقع على مدار اليوم.
وتؤكد أن استقبال المراجعين والمحولين من مجمع ناصر الطبي يكون على مدخل المستشفى وهو أمر مناط بالشرطة الفلسطينية إضافة إلى أحد مرتبات حماية المستشفى. مشيرة إلى أن السيدة التي تدعي عدم تقديم العلاج لها، لم تلتق بأي شخص من كوادر المستشفى قطعيا.
يشار إلى المستشفى ان الميداني غزة / 2 أمسى موئلا للغزيين، فالكثيرون يتجمعون عند مدخله بحثا عن الأمن وسعيا لتوفير احتياجاتهم.
العين الدكتور إبراهيم البدور، الذي خدم في المستشفى الميداني في شمال قطاع غزة لمدة زادت عن 3 اشهر، يؤكد أن التواجد إلى جانب الغزيين كان شرفا عظيما بالمساهمة في صمودهم لافتا إلى أن المشوار بعده وعلى مدى 13 عاما أكمله نخبة أبناء القوات المسلحة - الخدمات الطبية وقاموا بعمليات معقدة تتعلق بالدماغ والعمود الفقري وتم إنقاذ حياة الكثير من المصابين.
يذكر أن المستشفى الميداني الأردني في مدينة شمال غزة تأسس في 26 يناير 2009 ويقع مقره في حي تل الهوى في مدينة غزة وتبلغ قدرته السريرية 40 سريرًا.
ويضيف الدكتور البدور أنه "عندما تم ارسال المستشفى الميداني الثاني - خان يونس - تواصل معي اطباء من الخدمات الطبيه يطلبون مني ان ازكيهم عند مدير الخدمات لكي يذهبوا ويقومون بخدمة الاهل في غزة وإسنادهم في حصارهم".
ويبدي الدكتور البدور استغرابه مما يحدث من تشكيك وإشاعات وتأويلات واختلاق قصص غير منطقية رغم كل الجهود التي تقدم ومع كل الدعم الانساني والسياسي والدبلوماسي على جميع المستويات من اعلى الهرم في الدولة من جلالة الملك والملكة وولي العهد وصولا إلى الدعم الشعبي من مساعدات ومظاهرات، ما يشير إلى أن هناك من يعمل من وراء حجاب لزعزعة هذه اللحمة بين الأردنيين والغزيين.
ويدعو الدكتور البدور الجميع للوقوف ضد هذه الشائعات وكذلك الاشخاص والجهات التي تهدف إلى إضعاف دور الأردن في دعم القضيه ودعم الأشقاء في غزة.
ولا يفوت المراقب التعزيزات التي أمدت بها القوات المسلحة الأردنية ــ الجيش العربي الأربعاء المستشفى بـ 2000 وحدة دم من مختلف الزُمر الطبية، بالتشارك مع وزارة الصحة الأردنية، وفي إطار الدور الكبير والجهد المتواصل في مساندة الأهل والأشقاء في قطاع غزة.
ويأتي إرسال وحدات كافية من مختلف الزمر إلى المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 في خان يونس، لتغطية الاحتياجات المتزايدة على وحدات الدم نتيجة ارتفاع عدد العمليات الجراحية لجرحى ومصابي الحرب المستمرة على غزة.
يشار إلى أن القوات المسلحة تعمل على تسيير المساعدات الإغاثية والإنسانية والعلاجية إلى الأشقاء في قطاع غزة عبر مختلف الطرق والوسائل لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للأهل في القطاع/ الغد